
من الباكالوريا إلى ما وراء المجهول ..؟
حكاية الناجحين بإقليم اليوسفية ..!
ذ. يوسف الإدريـــــسي
حكاية وأي حكاية تلك التي يرويها القدر في إقليم اليوسفية تحديدا، فقد نجح 1582 مترشحة ومترشحا في اجتياز اختبارات الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد للبكالوريا، وهو رقم مرشح للارتفاع بعد اجتياز 809 مترشحة ومترشحا الدورة الاستدراكية المرتقبة في الأسبوع الأول من شهر يوليوز المقبل
الأكيد، أنه رقم مشرف يعكس حيوية المنظومة التعليمية في الإقليم .. لكنه، سرعان ما يتحول إلى مصدر قلق حين يطرح معه السؤال؛ إلى أين يمضي هؤلاء الشباب بعد الحصول على شهادة الباكالوريا في ظل استمرار غياب نواة جامعية بالإقليم ومعاهد تكوين قادرة على استيعاب هذه الطاقات .. ليجد بعد ذلك المئات من التلاميذ المتفوقين أنفسهم أمام خيارين أحلاهما مر؛ إما الهجرة القسرية إلى مدن أخرى، أو التخلي عن استكمال مسارهم الدراسي، وهو ما تظهره بوضوح الأرقام الرسمية الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط، حيث كشف تقريرها الإحصائي الأخير، أن 5 % فقط من ساكنة الإقليم يتوفرون على مستوى تعليم جامعي
هذا الرقم حتما لن يفاجئ المتتبعين .. لكنه، يعري في الآن ذاته واقعا مريرا من التهميش البنيوي والتنموي
ففي غياب البنيات الجامعية ومعاهد التكوين، تتقلص آفاق المستقبل أمام الشباب، وتتضاعف الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية في الاتجاهين، وهو ما تؤكده أيضا أرقام التقرير الإحصائي .. إذ، بلغت نسبة الفقر بالإقليم 11.9 %، فيما وصلت نسبة الهشاشة إلى 15.8%
ما لا يعلمه كثيرون، أن الجامعة والمعاهد ليست فقط مجرد مؤسسات تعليمية، بل هي أيضا رافعة للتنمية، ومصدر إشعاع ثقافي وفكري، وأيضا مجال لتحفيز الاقتصاد المحلي
فمتى إذن ستعطى لهذا الإقليم مكانته المستحقة في الخريطة الجامعية داخل الوطن ..؟