أخبارمجتمع

لما يتحول سكان القرى بالمغرب العميق إلى رهائن خلال موسم التساقطات المطرية والثلجية ..!

محمد شجيع

 تتحول قرى الأطلس المتوسط  إلى سجن، وتتحول ساكنتها إلى رهائن في عزلة قاتلة ومؤونة قليلة لا تكفي لسد الرمق  أمام أمطار غزيرة و عواصف ثلجية قاسية .. درجات حرارة انخفضت إلى أدنى المستويات، وغياب وسائل  التدفئة زادت الطين بلة، مما زاد في  حدة الشعور  بالعزلة القاتلة، إنه عالم من نوع آخر .. طرق ومسالك مغلقة عن آخرها  .. إحساس جعل الساكنة تعيش خارج الزمن .. تتقاسم نفس المعاناة مع أبنائها الصغار، والأمر قد يؤدي أحيانا إلى حدوث وفيات .. خصوصا، في صفوف الصبيان والكهول والفئة التي تعاني من أمراض مزمنة  .. نساء حوامل، كما حدث مؤخرا بمنطقة تونفيت بعد وفاة امرأة حامل  نرجو  لها الرحمة

 لايعرف وضع هاته الساكنة خلال هاته الفصول سوى السكان أنفسهم  .. مستوصفات قروية لا تفي بأبسط المتطلبات، مما يستلزم قطع مسافات طويلة، حيث يبقى الفضل هنا للمتطوعين في حمل ذوي الحالات الحرجة على الأكتاف أو النعاش الخشبية .. مرض وجوع ودرجة حرارة تتسم بالجماد، حيث لا تنفع نداءات الاستغاثة .. ماشية عالقة في ثلوج تصل إلى مترين، تصارع الموت في ظل قساوة الجو .. رؤوس أغنام مصيرها مجهول، والدليل الحي ما عرفه الأسبوع المنصرم لأحد الساكنة بقبيلة ايت العزيزة بمنطقة اكلمام ازكزا ضواحي خنيفرة، حيث لم يعرف مصير 300 رأس من المواشين و نظرا لصعوبة التضاريس تعرف الدراسة في القرى شللا تاما، حيث يبقى عدد كبير من التلاميذ بدون دراسة

أصبح موسم الثلوج والأمطار بالنسبة لسكان العالم القروي بالمغرب العميق بمثابة كابوس مرعب، نظرا لمعاناتهم مع العزلة والتهميش والحصار الذي تفرضه هذه الظرفية .. فهل من منقذ ..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق