مجلس جماعي أم وكلة أسفار ..؟

كتب ذ. يوسف الإدريسي

لازلت مندهشا إلى حدود اللحظة من خبر زيارة وفد إسباني إلى مدينة اليوسفية في إطار ما سمي عبثا بشراكة بين جماعة بلافرانكا وجماعة اليوسفية، في ظل سرية غير معهودة في رئيسة المجلس ومن معها من المقربين، حتى الصفحات المجهولة التي باتت تتعامل معها رئاسة المجلس، لم تنشر هي الأخرى الصور والفيديوهات، ولم (تطبل) كعادتها لهذا اللقاء، مما يجعل المتتبع للشأن المحلي يطرح أكثر من استفهام حول الأسباب والمسببات وراء هذه الزيارة الشائكة .. وإن كان الظرف الراهن الذي يمر منه مجلس جماعة اليوسفية لاينسجم بأي شكل من الأشكال مع هذا الحديث ومع هذه الزيارة التي، أكيد، لن تعطي للمدينة شيئا، مادام أن المجلس نفسه لم ينجح على امتداد سنة كاملة من إعداد ميزانية، بإمكانها تنزيل المشاريع والأوراش التي ينتظرها المواطن اليوسفي من مجلس يُقال عنه أنه مُنتخب


الزيارات والشراكات بهدف تبادل الخبرات بين المدن هي أمر طيب ومقبول في الشأن التدبيري بشكل عام، وأيضا في الانفتاح على مختلف التجارب، سواء في المغرب أو خارج المغرب .. لكن، مع احترام مؤشرات الواقع، وأيضا احترام عقول المواطنين، خاصة حين يكون أحد أطراف هذه الشراكة لايحترم حرية الرأي ولايعترف بالإعلام، بل لايعترف حتى بحق الإنسان في الحياة

كلنا نتذكر حكاية قطع الماء الشروب عن سقاية حي الداخلة، بدعوى الحكامة وترشيد النفقات .. في وقت تُرصد اعتمادات مالية لمثل هذه الاستضافات، وزيارات أخرى إلى ماوراء جبل طارق .. والبقية تعرفونها


حتما، هذه الزيارات وهذه الشراكات عندما تعتريها أمور غامضة هي أقرب إلى تلبية رغبات أشخاص منها إلى أي شيء آخر .. وقتها تتحول فقط إلى فرص سياحية لزيارة دول أوروبية بأموال عمومية وكفى .. وهو بالضبط ما يجعل جماعة اليوسفية تنقلب إلى وكالة أسفار ورحلات منظمة بإحكام

هذا بالضبط، ما لم يكن أحد يتوقعه، بما فيهم كبار المتشائمين بخيار الإصلاح من داخل المجلس


جماعة اليوسفية لا تحتاج إلى خبرات من الخارج، بل فقط تحتاج إلى إرادة سياسية ونكران للذات

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق