ذ. عادل فتحي
مع حلول 10 شتنبر من كل سنة، يتذكر الجميع كيف تراجعت الأمم والشعوب على مناقشة خطر الانتحار الذي أضحى يشكل ظاهرة عالمية بامتياز، باستثناء أبريطانيا، التي سارعت في السنة الماضية إلى إحداث وزارة جديدة تعنى بمكافحة الانتحار والوقاية منه، في بادرة لتفعيل شعارات المنظمة العالمية للصحة، كالبرنامج الأخير، المتمثل في العمل معا لمنع الانتحار، سيما أنها تعتبر الانتحار ليس بفاجعة تخص وزارة الصحة وحدها، بل هي مسؤولية الحكومة برمتها.
وعلى غرار الجريمة، فإن الانتحار يمر عبر ثلاث مراحل: مرحلة التفكير و مرحلة جمع الأدوات التي ستستخدم في الانتحار ومرحلة التنفيذ .. فأسباب الانتحار متعددة ومتنوعة، وتنقسم إلى قسمين، أسباب مجهولة لحد الآن تجعله عصي عن الفهم، وأسباب معروفة نذكر من ضمنها: الأمراض النفسية .. البطالة .. الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .. فقدان العمل .. تناول الكحول والمخدرات .. الظلم وضعف الوازع الديني .. ومن زاوية أخرى يأخذ الانتحار عدة أشكال وألوان، كالانتحار الأناني والانتحار الإيثاري والانتحار اللامعياري .. الانتحار الفردي والانتحار الثنائي والانتحار الجماعي وغيرها من الأشكال.
أما بخصوص الوقاية من الانتحار، فيتعين على الحكومات اعتماد برامج فعالة، كوضع أرقام ساخنة مجانية لكي يلجأ لها كل من خالجته نفسه للإقدام على وضع حد لحياته .. وذلك، طلبا للمساعدة تفاديا للمآسي، علاوة على توظيف أخصائيين اجتماعيين للوقوف إلى جانب كل من فكر في ذلك ومده بالمساعدات الضرورية لمدة محددة حتى تستقيم حياته، وتضل بالتالي أغلب حالات التفكير في الانتحار مجرد محاولات يائسة.
فالانتحار يتوحد فيه القاتل والضحية، الأمر الذي يجعله جد مركب ومعقد وعصي عن الفهم، كما سبق القول، خاصة في الوقت الراهن بسبب طبيعة ونوعية الحياة الحالية بكل تعقيداتها.
وجدير بالذكر، أن هاته السطور لن تف بالغرض المطلوب .. لكنها، على الأقل تدخل في إطار الاحتفاء باليوم العالمي لمنع الانتحار، الذي يشكل حسب رأينا المتواضع مؤشر واضح للصعوبات التي تجدها الأمم المتحدة في تحقيق أهدافها النبيلة والسامية، التي أحدثت من أجلها، ويظل السؤال المطروح من المسؤول عن تفاقم ظاهرة الانتحار في العالم .. ؟!