خلال موجة الاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن مغربية يومي السبت و الأحد الماضيين، التي دعت إليها ـ حسب ما تداولته بعض الجهات ـ مجموعة ” جيل Z “، لاحظت النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة وضعا خطيرا، تمثل في تعرض بعض الصحافيين للعنف أثناء تأديتهم لمهامهم في تغطية هذه الأحداث، ومنهم من تم اعتقاله وأخذ إلى سيارة الشرطة .. هذا الاعتداء، دفع النقابة إلى التعبير عن قلقها العميق إزاء التصرفات غير المسؤولة التي تعرض لها خدام مهنة المتاعب

إن حالات العنف والترويع والمضايقات التي وثقت خلال موجة الاحتجاجات، عبر صور وفيديوهات متداولة، تشكل انتهاكات خطيرة لحقوق الصحافيين في أداء عملهم، وتستلزم إدانة شديدة، وشجبا واستنكارا لما تعرض له الجسم الصحفي

لذلك، تؤكد النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، في الوقت الذي تؤيد فيه حق المواطنين في التعبير عن آرائهم ومطالبهم المشروعة خلال الاحتجاجات السلمية، تؤكد رفضها القاطع لأي محاولة لاستهداف الصحافيين العاملين على تغطية هذه الاحتجاجات .. معتبرة، أن هذه الأعمال تمثل انتهاكا صارخا لحرية الإعلام واستقلالية المهنة، كما تؤكد من جهة أخرى  أن حرية الصحافة وحماية الصحافيين ركنان أساسيان لضمان تدفق المعلومات بحرية ونزاهة، وضروريان لتعزيز الديمقراطية والمشاركة المدنية

بالاستناد إلى ما سبق، وباعتبار أن النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة تتحمل مسؤولية الدفاع عن كافة الفاعلين في الحقل الإعلامي الوطني، منذ تأسيسها سنة 1999، تعلن تضامنها المطلق واللامشروط مع الصحافيين المتضررين، وتؤكد التزامها بمتابعة هذه القضايا واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة للدفاع عن حقوق زملائنا ومصالح المهنة .. لأن تعرض الصحافيين للعنف لا يضر الأفراد فقط، بل يؤثر على المجتمع بأسره

ومن جهة أخرى، وبما أن دور الصحافيين في تغطية الأحداث والاحتجاجات جزء أساسي من مهامهم، فإنه من الضروري تسهيل أداء مهامهم دون خوف من العنف أو المضايقات، التي تشكل تهديدا خطيرا لحرية التعبير وحرية الصحافة، وتعيق وصول المجتمع إلى المعلومات الحقيقية

لذلك، تطالب النقابة السلطات المعنية بالتحقيق الفوري والشفاف في هذه الحوادث لوقف تكرار مثل هذه الانتهاكات، وتدعو جميع الأطراف إلى احترام حرية الصحافة والاعتراف بالدور الحيوي الذي يلعبه الصحافيون في تغطية الأحداث والمساهمة في بناء مجتمع ديمقراطي