أخبارللمستقلة رأي

حتى لا تتورط حكومة أخنوش في ضرب ما تبقى من صمود للسلم الاجتماعي

على نقيض ما يعبر عنه الناطق الرسمي باسم الحكومة، من أجل تبرير أخطاء السياسات الحكومية الفاشلة وتزايد الاحتقان والسخط وسط فقراء الوطن على نهجها التنموي الذي لا يتلاءم وشعاراتها الليبرالية والديمقراطية والاجتماعية، وعجزها على احتواء الأزمة واستغلال موقعها الدستوري للتدخل، وتخفيض الأسعار كما تفعل الدول الغربية لحماية وجودها واستقرار مجتمعاتها

على حكومة أخنوش، الاستفادة من الدرس الحضاري الرياضي، الذي حققه الأسود في مراجعة أولوياتها في تدبير الشأن العام والإنصات إلى نبض الشارع في الاقتصاد والسياسة والانفتاح الحر في العلاقات الخارجية، واحترام الاتفاقية الدولية في التجارة ورفعها الشعارات التي يقوم عليها الاقتصاد الحر الديمقراطي الاجتماعي، غير أنها لم تترجم ذلك في مراجعتها منذ انتخابها في جل المشاكل التي واجهتها، خاصة المرتبطة حاليا بأزمة أسعار المحروقات والمواد الاستهلاكية الأساسية، التي تتطلب تضافر الجهود من كافة الأطراف المتدخلة على جميع المستويات الحكومية والبرلمانية والمجتمعية

ليس أمام أخنوش اتجاه الأزمة الراهنة، سوى الرضوخ لمطالب الشعب المعبر عنها بالوسائل المتاحة، والتي يمكن تنفيذها عبر تسقيف الأسعار وتقوية المراقبة في الأسواق، وتخفيض أرباح الشركات والاقتطاع من ضرائبها لصالح العودة بالأسعار إلى ما كانت عليه قبل ارتفاعها، والحوار المستمر والصريح مع كافة المتدخلين لتوفير شروط المواجهة الفاعلة والمؤثرة على الأزمة المطروحة حاليا، وفتح الأبواب لتسريع منظومة العمل في القطاعات الاقتصادية ذات الصلة في المجال الفلاحي لتحقيق النجاح في توفير شروط الإنتاج والتسويق، التي تسمح بتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي وارتفاع مستوى عيش الفلاحين المغاربة، والرهان على الفلاحة كقاطرة أساسية للتنمية في الاقتصاد الوطني كما كان الأمر منذ عقود

نحن في جريدة المستقلة بريس الإلكترونية، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، واضحون في انتقاداتنا لوكالة المغرب العربي للأنباء المعنية بالإخبار والتوثيق وتهيئ المحتوى لوسائل الإعلام العمومي والخاص، وجريدة الصباح التي عبرت عن انحيازها الطبقي في تبرير أخطاء حكومة أخنوش، التي أشرنا إليها في مقال خاص و انخراط بعض وسائل الإعلام في الحملة الدعائية المدفوعة الأجر لصالح أخنوش، الذي اتضحت معالم فشل حكومته، الذي لا يمكن إنكارها كما يظهر في واقع ذوي القدرة الشرائية المتدنية في معيشهم اليومي، الذي تزايد بؤسه كما وكيفا، وبذلك تكون دعاية وكالة المغرب العربي للأنباء وجريدة الصباح الناطقة باسم الهيئة الوطنية للإعلام وناشري الصحف ضد شرعية مطالب الشعب ومبررة لتضارب المصالح التي يوجد عليها رئيس الحكومة ومالك شركة افريقيا للمحروقات، التي تمثل إحدى الشركات الثلاث المحتكرة لتوزيع وتسويق المحروقات في المغرب، والمستفيدة من غلاء أسعارها

بكل تأكيد، التورط الحكومي وارد، سواء في هذه الأزمة الجديدة التي لا تحتاج إلى مجهود استثنائي ويمكن التغلب عليها إذا كانت حكومة أخنوش تتوفر على الإرادة السياسية والوطنية، وتستفيد من توجيهات الخبير البريطاني، الذي اعتمدت عليه الصباح و وكالة المغرب العربي للأنباء في بياناتها الموجهة للمغاربة ولحكومة أخنوش على تدبيره الحكومي والمسؤول عن أخطائه التي لا يمكن تجاوزها بدون إجراءات حقيقية تروم إصلاح منظومة الأسعار وتخفيض الارتفاع الذي أصبحت عليه المحروقات والمواد الاستهلاكية الأساسية

للتذكير، فإن ازدهار الاقتصاد الوطني مرتبط موضوعيا بازدهار الاقتصاد الاستهلاكي الداخلي .. ونظن أن أسعار المحروقات منخفضة في الدول الغربية التي التزمت باختيارها الاقتصادي الليبرالي الذي يجب أن ينتبه إليه أخنوش وتحالفه الحكومي في الظرف الراهن

إذن، فتورط حكومة أخنوش في الأزمة واستمرارها يتطلب نقدا للذات ومراجعة قوية لكل الإجراءات التي تؤثر على السلم الاجتماعي .. ونظن في جريدة المستقلة بريس، أن أخنوش ومن معه على رفض وعدم الاستجابة لمطالب المواطنين المغاربة المشروعة في مكافحة التضخم وتخفيض أسعار المحروقات، يقتضي استعمال أخنوش لقانون المقايسة ولاجتماع مجلس المنافسة للحسم في أزمة الأسعار الحالية .. وبدون ذلك، فإن الوضعية الاقتصادية والاجتماعية مفتوحة على كل السيناريوهات بما فيها التي يرفض أخنوش وقوعها في هذا الإطار، نعتقد في جريدة المستقلة بريس الإلكترونية، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن كل الظروف مهيئة لرئيس الحكومة للتدخل ومعالجة أسباب الأزمة وتجاوزها حماية للصالح العام والسلم الاجتماعي، الذي تحتاج إليه حكومته للاستمرار في أداء مهامها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق