كلمة النقابة

هل تتحول روسيا إلى لعب دور المنقذ من الإرهاب في الشرق الأوسط ..؟

مع تفاعل الضربات الروسية لمعاقل الإرهاب الذي تقوده القوى المعارضة السورية وتنظيم الدولة الإسلامية، وما نتج عن هذه الضربات أصبحت الأطراف المعنية في المنطقة تسعى إلى التنسيق مع روسيا لاستكمال مشروع التحالف الدولي للقضاء على الإرهاب، حيث أصبح ميزان الصراع لصالح نظام الأسد الذي استرجع القدرة على مواجهة معارضيه وتقلص تمدد داعش، سواء في العراق أو سوريا، وتزايد الطلب على توسيع التدخل الروسي هناك.

ما نستخلصه في المستقلة بريس هو أن روسيا انتقلت فعلا لتصبح لاعبا رئيسيا في الصراع الذي تعيشه المنطقة بعد تجاهل الغرب لروسيا عقب تدخلها في أكرانيا، وما نتج عنه من توسع في شبه جزيرة القرم وشرق أكرانيا، حيث لم تتمكن أوربا وأمريكا من إكراه روسيا على التراجع ووقف دعمها للانفصاليين في شرق أكرانيا، ومن الضغط الاقتصادي عليها بعد اتضاح تحالف الصين وبعض دول آسيا معها في صراعها مع أمريكا ودول الاتحاد الأوربي، التي لم تنجح في الاتفاق على البرنامج النووي الإيراني إلا بالوساطة الروسية التي ساهمت في مراحل المشروع النووي الإيراني.

ما يبدو لنا كذلك في قضية التدخل الروسي في سوريا هو أن هذه الأخيرة فضلت التدخل لإبقاء حليفها بشار الأسد الذي شكل آخر معاقلها في المنطقة، وتربطه بالدولة الروسية معاهدة تحالف تسمح لها بالتدخل لصالحه دون إذن من أحد بما في ذلك الأمم المتحدة، كما أن الجيش السوري يعتمد أساسا على الأسلحة الروسية التي تأكد أنها أكثر كفاءة وتطور من غيرها، كما أظهرت ذلك خاصة الصواريخ والطيران، حيث في ظرف وجيز كانت للضربات الروسية آثارا مباشرة على إيقاعات الجماعات الإرهابية في سوريا، وهذا ما لا يحققه طيران التحالف الغربي منذ سنين من الغارات اليومية المتجددة .. في مقابل هذه الخلاصة عن التدخل الروسي في سوريا، يمكن القول أن المعطيات الجديدة ستدفع الدول الإقليمية التي تسلح وتمول الإرهاب في سوريا إلى تغيير مواقفها بعد أن بدأت تتلقى النتائج السلبية لدعمها للإرهابيين في سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر، ولن تسلم من تحمل النتائج إذا ما طالت الحرب المفتوحة من محور الممناعة الذي تقوده سوريا وحزب اللـه وإيران والنظام المصري الجديد ضد الإرهاب في المنطقة، خاصة بعد فشل دول الشرق الأوسط بما في ذلك دول الاتحاد الأوربي في لجم ظاهر النزوح والهجرة إلى أوربا من قبل السوريين والعراقيين وغيرهم، وما يترتب عن ذلك من تغيير ديموغرافي وحضاري فيها على المدى القريب إذا ما طال اللجوء إلى أوربا لمدة طويلة، نتيجة هذه الحرب المفتوحة.

ما نتخوف منه حول موضوع التدخل هو إصرار الدول الإقليمية على استمرار تجاهلها للتحولات الجيوسياسية وعسكرية واقتصادية في المنطقة، ورهانها على تمويل الحروب بالوكالة عنها من قبل الحركات الإرهابية والمعارضة التي ستدفع ثمنها مهما كانت النتائج، حتى وإن اندلعت حربا عالمية ثالثة في الشرق الأوسط، خصوصا بعد تراجع أمريكا عن المغامرة بجيوشها في الحروب الخارجية التي لا زالت تعاني من نتائجها، سواء في أفغانستان أو العراق والتي جعلت المشرعين الأمريكيين يتقنون سياسات الإدارة الأمريكية في هذا المجال ولا يغامرون بالموافقة لها بإرسال الجيوش إلى مناطق التوتر خارج أمريكا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق