أخبارالصحة

مديرة مستشفى ترسم الأمل على وجوه المرضى المعوزين

إنسانة قبل أن تكون مسؤولة

 

الناظور- سعيد يحياوي

في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة، وتُثقل فيه كاهل المؤسسات الصحية بالتحديات اليومية، تبرز شخصيات استثنائية تصنع الفرق، لا بالأقوال، بل بالأفعال، من بين هذه النماذج المشرقة، واقتداء بمبدأ من لا يشكر الناس لا يشكر اللـه، تبرز السيدة مديرة مستشفى الحسني بالناظور، التي تحولت من مسؤولة إدارية إلى رمز للرحمة والعطاء الإنساني وسهر لا يعرف التعب من أجل إسعاد المرضى

إنها ليست مديرة فقط، بل أمٌ لكل مريض، وملجأ لكل محتاج، أن تبقى حتى ساعات متأخرة من الليل، تتابع حالات المرضى، وخاصة المعوزين منهم، ولا تتردد في النزول إلى أقسام الطوارئ، أو الدخول إلى غرف المرضى، تسأل .. تواسي .. وتطمئن بنفسها على توفر العلاج والرعاية، فهذا تعدى الواجب المهني بجميع مقاييسه، لأن أفعالها تسبق كلماتها التي اعتادت أن تبقى طي الكتمان

سياسات دعم إنساني غير مسبوقة من خلال تعاونها مع جمعيات خيرية ومتبرعين، أسست المديرة لمجهودها الخاص برنامجا لدعم المرضى غير القادرين على دفع تكاليف العلاج، و وفّرت على العديد منهم تكاليف الأدوية والأشعة أو التحاليل الطبية، كما حرصت على خلق جو إنساني في المستشفى يحفظ للمريض  كرامته الإنسانية

تكريم مستحق .. ولكن، التقدير الأكبر من الناس، فرغم أنها نالت جوائز وشهادات تقدير من عدة جهات، إلا أن أعظم تكريم هو دعاء أم فقيرة، أو ابتسامة مريض استعاد صحته، أو دمعة امتنان في عيون ذوي المحتاجين

بالمناسبة، ما تقوم به السيدة المديرة يثبت أن المناصب لا تصنع الإنسان، بل الإنسان هو من يصنع المعنى الحقيقي للمسؤولية

تحية تقدير واحترام لرسالة إنسانية تقودها امرأة نذرت وقتها وجهدها لضماد الجراح قبل الأجساد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق