أخبارالثقافة و الفنمتفرقات

فاطمة الإفريقي .. امرأة المرحلة وصلت للزمن الجميل ..!

في عالم الإعلام الذي يعرف تحولات متسارعة ومتنوعة، تبرز شخصيات نسائية قادرة على فرض حضورها بقوة بين الرؤية الإعلامية والرسالة المجتمعية .. من بين هذه الشخصيات، تبرز الإعلامية فاطمة الإفريقي كرمز للمرأة الإعلامية المغربية التي جسدت بكل شجاعة وتميز تحديات الإعلام الحديث، لتصل إلى مرحلة جديدة تمثل ما يمكن وصفه بالزمن الجميل

فاطمة الإفريقي ليست مجرد إعلامية أو مراسلة، بل هي صوت النساء في الإعلام، وصوت الحرية والانعتاق من القيود التقليدية .. مسيرتها المهنية حافلة بالتحديات والانجازات، لأنها استطاعت أن تفرض نفسها في فضاء غالبا ما كان حكرا على الرجال

نشأت الإفريقي في بيئة تعشق الكلمة وتؤمن بأن الإعلام رسالة تحمل مسؤولية كبيرة .. لذلك، كانت دائما مصدر إلهام للنساء المغربيات، بل وللكثير من الإعلاميات في الوطن العربي

قدمت فاطمة الإفريقي نموذجا استثنائيا للمرأة الإعلامية التي لا تتخلى عن أنوثتها ولا عن طموحها المهني، هي التي أعادت الاعتبار للدور الجوهري الذي تلعبه المرأة في صناعة الرأي العام، وبثّ الوعي لدى المجتمع حول قضايا حقوق المرأة والقضايا السياسية والثقافية

بهذا، تكون فاطمة قد تجاوزت الإعلام التقليدي لتكون رقما صعبا يحسب له حساب أينما كانت، من شاشة التلفزيون إلى ميادين التحقيق الصحفي

فاطمة الإفريقي وصلت اليوم إلى هذه المرحلة التي ترى فيها ثمرة جهودها ومسيرتها الممتدة، لقد أسهمت في خلق مناخ إعلامي متغير يكرم المرأة ويعطيها مساحة أكبر للتأثير، ويعيد الاعتبار للإعلام كأداة بناء وتنوير

يمكن الحديث عن فاطمة الإفريقي دون التوقف عند مساهماتها العملية في رفع جودة الصحافة والإعلام ..  فقد كانت من دعاة تبني مبادئ الشفافية والاستقلالية، كما حاربت الظواهر السلبية التي أثرت على الوسط الإعلامي من تحكمات مفرطة أو تراجع في المهنية، كما كانت صوتا فاعلا في الدفاع عن حرية الصحافة وحقوق الصحفيين، ودعمت مبادرات عدة لتكوين جيل جديد من الإعلاميات والإعلاميين الشباب

فاطمة الإفريقي تمثل في شخصها تحولا حضاريا وثقافيا رائعا للمرأة المغربية، فهي تجمع بين الأصالة والمعاصرة .. -ليس الحزب- تجمع بين الاحترام للتقاليد وجرأة الخوض في قضايا المجتمع بكل موضوعية .. كانت ولازالت صوت المرأة التي تؤمن بأن التغيير والتحرر يبدأ من الوعي والإعلام الصحيح

رغم كل الصعوبات والتنمر، استمرت الإفريقي في مسيرتها المهنية بكل ثبات وإصرار، مما يزيد من قيمة إنجازاتها .. ورغم النجاحات الكبيرة التي حققتها في مجال الإعلام، إلا أن مسيرتها لم تخل من صعوبات، إذ تعرضت أحيانا لتنمر وانتقادات غير مبررة من بعض الأطراف الذين حاولوا التقليل من قيمتها أو فرض قيود على حريتها المهنية .. لكن، الإفريقي أثبتت بأن قدرتها على مواجهة هذه الممارسات والنهوض من جديد لتمثل روح القوة والتحدي التي تتحلى بها المرأة الإعلامية المغربية

أجل، رغم النجاحات الكبيرة التي حققتها فاطمة الإفريقي، إلا أنها واجهت حملات تنمر واغتيال للاختلاف مؤخرا بسبب موقفها من تسريبات صوتية مثيرة للجدل داخل اللجنة المؤقتة للصحافة، حيث اعتبرتها بعض الأطراف “جريمة” للتعبير عن رأي يدعو إلى الالتزام بالأخلاقيات المهنية في النشر، مما أثار هجمات جبانة واتهامات مجانية تهدف إلى التقليل من استقلاليتها .. لكن، الإفريقي صمدت أمام هذه الضغوط كما هي العادة ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق