أخباررسالة موجهة إلى ...

مولود بلا وثائق ومدينة بلا هوية ..!

100203

يوسف الإدريسي

لم يجد أحمد المطاعي، زوج السيدة التي وضعت مولودها برصيف بهو المستشفى الإقليمي باليوسفية، من يستجيب لحقه في تسجيل ابنه في الوثائق الإدارية المرهون باستصدار وثيقة شهادة الولادة من المستشفى الذي رفض إداريوه تسليم الشهادة، باعتبار أن الحبل السري قُطع بالبهو بواسطة أداة مينورا الاستهلاكية من طرف جدته، بعد تنكر المستشفى له، وليس في قاعة العمليات عن طريق الكشف الطبي والمعاينة الموضعية.

ما ذنب طفل بريء كانت ولادته تراجيديا، لم يختر مكانها وزمانها، أن تصيبه شظايا لعنة عابرة أصابت مدينة اليوسفية في زمن من الأزمن .. يتساءل أحمد بملامح غاضبة توحي في ذات الوقت إلى توجس مشروع بخصوص هوية ابنه، أو تلك الوثيقة الشاهدة على ميلاد الإنسان وتنشأ بها حقوقه وواجباته، والتي توجد الآن على كف عفريت.

في الدول التي تحترم نفسها، يُحتضن المولود الجديد وترصد له أغلفة مالية فرحا بقدومه، بهدف إعداد مواطن يفتخر بانتمائه إلى الوطن، وتزداد صلته بوطنه إن كان وطنا يستحق ذلك.

مؤسف حقا، أن نحرم مواطنا من حقه في خدمات مستشفيات وطنه، ونحرمه كذلك من حق الهوية والتسجيل الإداري، وبعد ذلك نطلب منه أن يكون مواطنا، صالحا، منتجا .. وإن لم يستجب فمأواه السجون وبئس المصير .. أي منطق هذا، وأي عقل وأي نقل وأي مواطنة ..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق