أخبارمجتمع

المنزل .. مشكل الوادي الحار يتفاقم بقنوات الصرف الصحي لجماعة أولاد مكودو

100339

*محمد شدادي

لا أحد يشك في كون خطورة المياه الملوثة الناتجة عن مجاري الصرف الصحي، والراكدة بمحاذاة عدة أحياء بمدينة المنزل، تتزايد يوما عن يوم، وتمثل مشكلة بيئية خطيرة تتسبب في معاناة مستمرة للساكنة المجاورة، مع الرائحة الكريهة والنتنة التي أصبح الهواء مشبعا بها طوال الوقت، وتنتشرعلى مسافة واسعة، إذ تزداد حدتها وتتضاعف خطورتها مع أشهر الصيف إبان الحرارة المرتفعة، حيث تنتشر أسراب الحشرات والذباب والبعوض، التي تتكاثر بشكل ملفت، وتهاجم منازل الساكنة .. هذا إضافة إلى المشهد الكئيب والمنظر الكريه، الذي يخلقه مرأى هذه المستنقعات المكشوفة، والبرك المليئة بالأوحال والفضلات.

تخمر المياه المتجمعة يؤدي إلى تسممها، وينذر حقا بكارثة بيئية خطيرة إذا ما استمر تجاهل المشكل، والتغاضي عن مضاعفاته في غفلة من المسؤولين، حيث أن مصدر المياه الملوثة لا يقتصر على تصريف مجاري المياه العادمة لبعض الأحياء ببلدية المنزل؛ بل إن مياه الوادي الحار لجماعة أولاد مكودو يتم تحويلها عبر مسافة تفوق خمسة كيلومترات تجري فوق السطح، لتتجمع بالمكان نفسه وتعمل على تشويه مناظر طبيعية خلابة على طول شريط الوادي الحار المكشوف.

هذا المشكل البيئي الخطير الذي ما فتئ يزحف في صمت وثبات نحو أحياء مجاورة للمجرى العادم، لا جرم ستكون له أضرار وخيمة، وانعكاسات سلبية جمة على الساكنة والمنطقة ككل، جراء قنوات مجاري مياه الصرف الصحي الحديثة التي تم إنشاؤها مؤخرا على مستوى جماعة أولاد مكودو، ليتم تفريغ مياهها العادمة بتراب جماعة المنزل، مما سيزيد حتما من تفاقم المشكل، ويكرس الوضع المتردي والمتدهور، لاسيما مع التجاهل المستمر الذي دأب عليه المسؤول الأول عن الجماعة الترابية، الذي تنصل كالعادة عن أداء مسؤولياته تجاه المواطنين بهذا الخصوص .. ولم يفكر في تدارك المشكل عبر احتواء المياه العادمة بداخل قنوات تصرفه بعيدا عن منازل الساكنة وأطفالهم، بل الأدهى من ذلك ـ كما أشارت بعض التصريحات ـ أن تفريغ المياه الملوثة لجل دواوير جماعة أولاد مكودو بتراب جماعة المنزل جاء دون عقد اتفاقية شراكة بين الجانبين، ودون التفكير في الانعكاسات السلبية للأمر، وهو ما أجبر عددا من المستشارين بجماعة المنزل على توجيه مراسلة للرئيس قصد إدراج هذه النقطة الحساسة ضمن الدورة العادية لفبراير 2017 لمناقشة الحلول المحتملة لتجاوز هذا المشكل البيئي الخطير، وتدارك ما يمكن تداركه.

100340

*عضو الأمانة الإقليمية ن.م.ص.م / صفرو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق