أخبارمنبر حر

بن خلاف … الظاهرة السياسية .. !

بن خلاف

*فيصل زقاد

ربما أكون قد أطنبت هذه الأيام، في انتقادي اللاذع للمعارضة، (هذا إن وجدت أصلا)، خاصة و نحن على مشارف الحملة الانتخابية لتشريعيات ماي المقبل ..؟

و قد يقول قائل : لماذا أراني أغض الطرف عن السلطة الجاثمة على قلوبنا منذ الأزل، رغم أنها أهلكت الحرث و النسل ..؟

و الحقيقة، و أمام مثل هكذا مقام، يسكت الكلام في عز الكلام، لأن السلطة في الجزائر لا يصح فيها، إلا القول المأثور “لا إثم بعد الكفر”(طبعا أنا أقصد هنا الكفر السياسي، مادامت هذه الأخيرة لا تؤمن بالتداول على السلطة، و أن الشعب هو مصدر كل السلطات) و عليه، لا يمكن أن ننتظر منها أن تمنح الحكم، على طبق من ذهب لمعارضة “الخرطي”، فقد علمنا التاريخ، أن الحقوق تؤخذ بالكفاح و النضال، و ليس بالتهريج، و الكرنفالات الانتخابية.

اليوم، سأحدثكم عن رمز من رموز المعارضة الجزائرية، و هو طبعا مجرد مثال من الأمثلة التي لا تحصى، و ممن أنجبتهم هذه الأخيرة في زمن الرداءة .

انه البرلماني السابق والحالي والقادم “لخضر بن خلاف “.

سأبدأ الحديث من حيث انتهى نائبنا المحترم، فقد قال في أحدث تصريح له، أنه أقصى ما يتمنى و ينتظر من السلطة أن تنظم انتخابات نزيهة، على الأقل بنسبة 70 %، فالرجل طيب و حنون على السلطة و يطبق المثل القائل: “إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع”.

“سي لخظر “هو طبعا غني عن التعريف، فهو سياسى مخضرم، يجيد فن الكلام حتى النخاع، له من الحنكة ما جعله يحجب شيخه “جاب الله ” عن الأنظار، أكل في كل الصحون و شرب من كل الأواني، يكفيك فقط أنه شارك في الانتخابات التشريعية، لكل الطبعات، من النهضة إلى الإصلاح مرورا بالعدالة و التنمية، ليختمها بالاتحاد من أجلهم جميعا.

وبمعنى أدق، فقد استطاع أن يجسد بكل احترافية و إبداع، معنى التجوال السياسي الذي منعه الدستور الجديد .

كان السيد بن خلاف و ما زال و سيبقى الوحيد الذي يمثل ولاية قسنطينة منذ الأزل، و كأن مدينة العلم و العلماء أصبحت لا تنجب الرجال، و هي التي أنجبت بن باديس رحمه الله و غيره من العلماء و الصالحين.

ما يحيرني في كل هذا الهزال، هم مناضلي و مريدي الشيخ جاب الله في هذه الولاية الرمز، كيف قبلوا على أنفسهم أن يترأس الأستاذ بن خلاف في كل الاستحقاقات، قائمة حزبهم و لم ينددوا أبدا بمثل هذه الممارسات ..؟

ما هذه الطاعة العمياء ..؟ (هادوا مناضلين ولا بلاش .. !!! ) .

طبعا، حضرة النائب يعرف جيدا أن مصطلح “الحزب” في الجزائر لا يعني شيء، بقدر ما تعنيه كلمة “زعيم”، لهذا تجده يحل أينما حل صاحب “العمامة”، لأنه يعلم بأن بركة الشيخ هي التي تسير الأحزاب، و ما دام الشيخ راض عنه تمام الرضا “الريح ما يقيسوش” .

ناضل بن خلاف من أجل الديمقراطية و التداول على السلطة، و أثبت جدارته في ذلك .. فكانت قناعته الراسخة بأنه “لو دامت لغيره، لما وصلت إليه ” فقد كان ينأى بنفسه، في كل مرة عن مشاكل الحزب الذي أسسه مع رفيق دربه الشيخ عبد الله -حفظه الله-، ليؤسس حزبا آخر، و يكون طبعا ناطقه الرسمي بدون منازع، و يترك حزبه السابق و يترك معه الجمل بما حمل، بسبب ولائه اللامشروط لشيخه”، رغم أنه كان يتحين الفرص كل مرة ليصب جام غضبه على السلطة، لتقديمها عنصر الولاء على الكفاءات

لا أريد أن أظلم الرجل، فقد كانت له عشرات الأسئلة الشفهية و الكتابية و حتى الفايسبوكية منها(حرصلي على كلمة فايسبوكية) لدرجة أن موظفي المجلس الشعبي الوطني اشتكوا منه لأمينهم العام، فكان بن خلاف سببا في منحهم الساعات الإضافية … و لله في خلقه شؤون .. !!!

FAYSAL

*مدون وناشط حقوقي جزائري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق