أخبارمتفرقات

لماذا غاب موسم الحصاد عن قريتي ..؟

الحصاد

ابراهيم بونعناع

لم تعد قريتي بقرية الأمس التي ولدت فيها وترعرعت بين حقولها وتلالها، و لا الناس بناس زمان، الذين عاشرتهم وتشبعت بنصائحهم وقيمهم .. كل شيء تغير.

وأنا أزور قريتي أشعر بافتقادي زمنا كان مقرونا بكل تلك المظاهر الجميلة التي ترسبت بمخيلتي .. كل شيء تغير حتى موسم الحصاد في قريتي لم يعد كما كنت أعرفه بتلك الاحتفالية و الطقوس الاجتماعية الرائعة وبروح التعاون والتكافل بين أبناء القرية.

في مثل هذا الوقت من موسم الحصاد كانت كل أسر القرية تعيش حالة استنفار لإنجاح العملية .. فببزوغ ضوء الشمس يقبل الرجال بمناجلهم على سنابل الشعير، مرددين أهازيج وأغاني شعبية مستعينين بها على مغالبة مشقة عملية الحصاد تحت شمس محرقة في انتظار قدوم النساء بوجبة الكسكس الممزوج باللبن (سيكوك)، تلك الوجبة الرئيسية والمتكاملة نظرا لما لها من فوائد وقيمة غذائية تطفئ الضمأ وتخمد حرارة البدن المتصبب بالعرق.

لم أعد أشاهد في قريتي ما يدل على أنه موسم الحصاد مقارنة بما كنت أشاهده في زمن ولى .. أصبحت الحقول خالية بعدما غادرتها تلك المظاهر الجميلة التي كانت تواكب عملية الحصاد و درس المحصول .. أصبح الجميع يعتمد على الآلات الحديثة التي وفرت لهم الوقت والجهد في مقابل تخليهم عن تعاونهم وتقاربهم و طقوسهم وعاداتهم الاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق