أخبارنافذة على الثقافة و الفن

قصة قصيرة / غريب الدار

GHARIB

 بقلم: عبد اارزاق الفلق

وشاءت الأقدار أن تقع عينه عليه، فانكوى بنار حبها .. صارع سواد الليل ببريق الدموع، ونور الصباح بحلكة شعرها .. وهي قاومت نظرات الأهل والعزال بصدق حبه وعذريته ومثاليته الزائدة وغطت غيرته بابتسامة مشرقة .. بنوا من الاحلام قصورا ومن السعادة جسورا.

لم يكن للجسد حضور ولا للشبقية ظهور .. وكأنهما شقا من سعف الجنة وريحان النعيم .. صان حبها بكل قواه وصانت حبه بطهر وعفاف .. وارتميا في حضن الزواج وذاقا شهد السعادة ونشوة التوحد في رضا من الله ورسوله.

ومن الله عليهما بزهرة أنارت أيامهما .. فعلت الزغاريد ودقت الخيام ونصبت موائد الطعام .. فكان خير منال حظت به الأسرة .. ودار الزمان دورته بين بسمة ودمعة .. بين شبعة وجوعة .. وهما يجاريان الريح ولطم الأمواج إلى أن انهال عليهما القدر بزهرة أخرى تؤاخي الأولى وتزركش الخميلة.

وتعاهدا على رعاية بستان حياتهما وزهراته وهي تنمو وتترعرع .. والأصل فيهما يشيخ ويدبل .. وتسارعت الساعات والأيام والأعوام وعلا الشيب الرؤوس وتسرب اليأس إلى النفوس بعد أن قل المال وعسر العمل وتراكمت الديون .. وعلى حين غرة تباعدت الأنفس والأجساد والنوايا وتسرب الشك وتكالب الحساد فأضرموا النيران وزادوا الطين بلة .. فغزت الغربة النفوس وتناثرت الفرقة بين الخلان ..والزهر غار عنه الماء وشح .
آه، كيف الخلاص ..؟ كيف نعيد الماضي الجميل ..؟ كيف يغدو القريب غريب يعانق الذكريات وينتشي كؤوس المرارة والأحزان ..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق