أخبارمنبر حر

وجهة نظر .. الواقع المر

عبد الرزاق الفلق

ABDيحز في نفسي أن أرى أو أسمع أن بعض الفئات التي تحسب على جهة المتعلمين والحاصلين على شواهد عليا جامعية أومن معاهد متخصصة في مجالات شتى ولازالت تعيش في براثن التخلف والجهل وهي تلتحف رداء العلم والمعرفة .

إن المجتمعات تتقدم وترقى بمتعلميها ما إن كانوا قد تحصلوا العلم والمعرفة بالطرق الجادة لا بالغش والتلاعب .. معتقدين أنهم قد تحايلوا على المراقبين وعلى أجهزة الدولة .. ولكن، العيب أنهم فقدوا مصداقية أنفسهم، فما استطاعوا أن يكونوا حاملي شواهد حقيقية أو مجازين بالفعل، ولو أنهم تساءلوا من الرابح ومن الخاسر لأدركوا أن الخسارة تكسوهم من الرأس إلى أخمص القدمين ..  فمجتمع شب أبناؤه على الغش لا محالة سيظل على ما هو عليه في العمل الذي سيتولاه وفي المناصب التي سيتقلدها، وستظل معلوماته ناقصة لا تدفع به أو بالأحرى بالمجتمع إلى الخير .. وما نعيشه اليوم، سواء في المشهد الثقافي أو السياسي أو الاجتماعي ما هو إلا انعكاس لما تراكم من تجارب فاشلة ومن معلومات بائدة ومن قرارات غير مدروسة ولا محبوكة، ومرد ذلك للمستوي الرديء الذي تعيشه بلدنا والبلدان العربية الأخرى على المستوى السوسيوثقافي .

فبالنظر إلى بعض هذه الإرهاصات السياسية، نجد تلك الخرجات اللامسؤولة لبعض الوزراء، بل وبعض التصرفات التي تصدر عن بعضهم فتعكس الصورة الحقيقية لمستوياتهم الثقافية والتي لايمكن أن تكون إلا انطلاقا من الغش والتلاعب الذي ألفوه للوصول إلى كراسي المسؤولية والقرار.

إن من مكونات المسؤولية هي محاسبة النفس قبل محاسبة الآخر، إذ لا يجوز أن نطلب من شبابنا التحلي بالمسؤولية والواقعية وعدم الغش والغالبية الساحقة تنغمس في براثينه .. وليس من المعقول أن نطالب الغير بما لا نقوم به ونعلمه الغش والوصولية، ونحاسبه في آخر المطاف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق