أخبارالبيانات

بيـان استنكاري من رئيسة الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية، الرشاقة البدنية، الهيب هوب والأساليب المماثلة

 

22س

بعدما أحست السيدة سلمى بناني، رئيسة الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية، الرشاقة البدنية، الهيب هوب والأساليب المماثلة، بالغبن والحكرة المقيتة، من جراء قرار تقليص المنحة، التجأت إلى الرأي العام الوطني لإطلاعه على آخر المستجدات المرتبطة بقضيتها وبالإكراهات التي تواجهها، فلم تجد بدا من إصدار بيان استنكاري، سردت فيه كل معاناتها منذ تأسيس الجامعة، والتفاصيل جاءت في نص البيان التالي:

بسم الله الرحمان الرحيم، أُصدر اليوم هذا البيان للرأي العام المغربي، كمواطنة مغربية أولاً، وبصفتي الرئيسة المُؤسسة للجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية، الرشاقة البدنية، الهيب هوب والأساليب المماثلة، التي مر على تأسيسها 22 عاما ثانياً، أصوغُ هذا البيان لأعبّر فيه عن صرخة قلبٍ ومشاعرِ الغضبِ والاستنكارِ. صرخةٌ اِنتفضَت من قَلبٍ تَحمَّلَ سنواتٍ من الظلم والحيف والجور، بعدما اختار القلبُ اتِّخاذَ صَمتِ العدمِ صبراً وتحمُّلا ً تارةً، وحِلماً وتطلُّعاً تارةً أخرى.
فبعد 22 عاماً من خدمة الشباب والفئات المهمشة منه خصوصا، وبعد تحقيق العديد من الإنجازات التي كنا نظن أننا سننال بها تقديرا واحتراما من الوزارة الوصية، تُصِرّ هذه الأخيرة على تقزيم وازدراء وتحقير سنوات من البذل والعطاء ونكرانٍ للذّات، بل وإلى تحطيم البنيان الذي ناضلنا لأجله طيلة 22 عاما، بعد قرار تقليص نصف قيمة المنحة التي لم تصل إلى قيمة 3.000.000,00 درهم إلا بعد مرور أزيدَ من عقدينِ من الزّمن.
وتنويراً للرّأي العام، نكشف اليومَ في هذا البيان، تفاصيل معاناتنا مع ظلم وتعسّف الوزارة، التي لم تفكر لا في مصلحة الشباب التي تدير شؤونه، ولا في مصلحة الرياضة التي تحمل قيم الإنصاف والعدل والالتزام قبل أن تصدر قرارها.
وبالعودة إلى تفاصيل كواليس ما جرى، تلقيتُ يوم الاثنين ال 4 من شهر يونيو الماضي، اتصالا هاتفيا من موظفي وزارة الشباب والرياضة، بغرض دعوتي للحضور إلى مقرها للإمضاء على العقد الخاص بالمنحة، فلما بادرت بسؤال الموظف عن مبلغ المنحة المدرج في العقد، أجابني بأن لا علم له به. وقبل ذهابي إلى مقر الوزارة يوم الأربعاء، سمعت العديد من الأمور، إليكم أبرز نقاطها:
* سمعت بأن أغلب الجامعات قُلِّصَت قيمة منحتهم إلى النصف.
* سمعت بأن بعض الجامعات لم يطلها قرار تقليص المنحة إلى النصف باعتبار أن رؤساءها هم شخصيات وازنة أو لهم نفوذ واسع ببلادنا.
* سمعت بأن مديرية الرياضة للوزارة لم يكن لها أي دخل في تحديد قيمة المبالغ الخاصة بمنح الجامعات.
* سمعت بأن الأشخاص الذين كانوا وراء اتخاذ قرارات تقليص قيمة منح أغلب الجامعات، لا علاقة لهم بالجامعات ولا بطرق وكيفية اشتغالها، ولا يملكون أدنى فكرة عن برامجها.
* سمعت بأن أحد رؤساء الجامعات لم يتحمل عناء الحضور إلى مقر الوزارة كباقي الرؤساء لإمضاء عقد المنحة، بل نُقِلَت أوراق العقد من مقر الوزارة إلى مكتبه الخاص، وعندما اكتشف أن قيمة المنحة الخاصة بجامعته قد قُلِّصَت إلى النصف، قام بمهاتفة الوزير مباشرة، وأُعيدت صياغة العقد من جديد دون تقليص من قيمة المنحة.
وبعد كل ما سمعته من كثرة القيل والقال، ذهبت يوم الأربعاء حسب الموعد المحدد، فسألت الموظف الذي استقبلني بأحد مكاتب مديرية الرياضة للوزارة عن قيمة المنحة، فكان رده محاطا بالغموض والتشويق، وأجابني بأنه لا يعرف الجواب وسيكتشفه معي، بعد أن أقوم بفتح الظرف بنفسي ..! وعندما فتحت الظرف وسط تلك الأجواء المثيرة والشيقة، لم أتفاجأ صراحة عندما وجدت بأن قيمة المنحة قُلِّصَت إلى النصف، بل وقمت في الحال ودون تردد
بإمضاء وختم العقد، للأسباب التي سأذكرها فيما بعد.
ما أذهلني حقا هو أن العقد اقتصر على ورقتين فقط ..! تضمنت الأولى شعار المؤسستين “الوزارة والجامعة”، فيما تضمنت الورقة الثانية بضعة بنود، أبرزها أنه بمقتضى القانون الوزارة تدعم الجامعة بالمبلغ كذا، وأن الوزارة
ستوافيكم فيما بعد، بالتقسيم الخاص بالمنحة ..! فكيف يعقل أن إمضاء عقد المنحة الخاصة بموسم 2017 – 2018 الذي انطلق في الفاتح من شهر أكتوبر 2017، وسينتهي مع نهاية شهر شتنبر 2018، لم يتم إلا بعد حلول شهر يونيو 2018، دون تضمنه للتقسيم الذي سنتوصل به فيما بعد ..؟! أتساءل وأُوجّه تساؤلي إلى السيد الوزير المحترم،
عن أي تقسيم هذا ..؟ وماهي المعايير التي سيرتكز عليها ..؟!!
لا أخفي عليكم أيها القراء الكرام، أنه في تلك اللحظة انتابتني أحاسيس مختلطة جعلتني أتخذ مجموعة من القرارات، قبل عرضها عليكم، أود أن أوجه شكري وثنائي على وزير الشباب والرياضة الذي كان قراره سببا في اتخاذها، وهي كالتالي:
قرّرتُ ألاّ أمتعض من هذا الأمر وألا أَكْتَرِثَ لهذه الأفعال من اليوم فصاعداً، قرّرتُ أن أواجه هذه التصرفات باللاّمبالاة، وقرّرتُ أن أقوم بتسديد الدّيون الخاصة بالتظاهرات السابقة، ولن أهتمَّ بما تبقى من أنشطة البرنامج السنوي بأخذ قروض جديدة لتنظيمها، لأنه وبكل بساطة هذا القرار الأخير للوزارة أفلح في قتل عزيمتي ورغبتي الجامحة في استكمال مسيرة توظيف الرياضة في خدمة قضايا إنسانية محضة، وتمكن من اقتلاع جذور حبي لخدمة وطني، الممتد من التاريخ العريق لعائلتي، المُستَنيرِ فكراً وسلوكاً في درب التَّفاني والإخلاص والتضحية فداءً لهذا الوطن.
ولعلم السيد الوزير، فإن:
* الجامعة عمرها 22 عاما.
* أنني أصغر وأول امرأة مغربية وعربية وإفريقية مؤسسة للجامعة الأولى والوحيدة عربيا، والثانية على المستوى الإفريقي في الرياضات الوثيرية والرشاقة البدنية، إذ كان عمري يوم أُسِّسَت الجامعة سنة 1996، 24 عاماً فقط.
* الجامعة لم تكن تتوفر على مستخدمين للقيام بالمهام الإدارية للجامعة طيلة 14 سنة.
* الجامعة لم تكن تتوفر على مقر إداري طيلة 17سنة.
* الجامعة طيلة الـ 7 سنوات الأولى من تأسيسها لم تتلق أي دعم مادي من الوزارة.
* الموسم الوحيد منذ 22 سنة الذي اشتغلت فيه بنوع من الكرامة هو موسم 2016 – 2017، بعدما ارتفعت قيمة المنحة إلى 3.000.000,00 درهم، مما مكّنني من تحقيق مجموعة من المشاريع وسدّ الكثير من الحاجيات وتعزيز الإدارة بمساعدين جدد بغرض الرفع من جودة الخدمات الإدارية، كاقتناء سيارة خاصة بالجامعة مع سائق، إلا أن فرحتنا بهذه الانتعاشة سرعان ما ستنكسر بعد قرار تقليص قيمة المنحة إلى النصف.
* لم تصل جامعتنا إلى عتبة 3.000.000,00 درهم، من قيمة منحتها إلا بعد مرور 21 سنة على تأسيسها، في المقابل هناك جامعات أُحدِثَت بعد جامعتنا بسنوات وتفوق قيمتها أضعاف منحتنا بكثير.
* الجامعة نظمت بعد 4 أعوام فقط من تأسيسها، بطولة العالم سنة 2001 بمدينة أكادير.
* حصلتُ عام 2012 بفرنسا على تكريم خاص بدرع الأعمال الإنسانية والسلام والتسامح من خلال الفعل الرياضي، من مجلس مغاربة فرنسا.
* الجامعة لم تتلق من الوزير المحترم، أي تهنئة ولا ثناء على عناصر المنتخب الوطني بعد تتويجه ب 3 ميداليات (ذهبية ونحاسيتين) ببطولة العالم للهيب هوب، التي أقيمت بهولندا في أكتوبر 2017، وسط خيبة كبيرة للأبطال المغاربة المتوجين وطاقم الجامعة باللامبالاة.
* الجامعة شاركت بفريق شاب من الأقاليم الجنوبية للمملكة في تظاهرة دولية في الهيب هوب أقيمت بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2004، تحت شعار “الهيب هوب في خدمة القضية الوطنية والوحدة الترابية للمملكة”.
* الجامعة استطاعت جلب 7 جزائريين شباب من قلب العاصمة الجزائرية، للمشاركة بكأس المسيرة الخضراء للبريك دانس الذي أقيم عام 2010 بمدينة بوجدور، وقد عبر هؤلاء الشباب الجزائريون لمختلف وسائل الإعلام التي حضرت لتغطية الحدث عن فرحتهم الكبيرة بمشاركة إخوانهم المغاربة.
* الجامعة تمكنت من نشر أصنافها الرياضية بجميع مدن المملكة، بشمالها وجنوبها كما شرقها وغربها، بل وأنها استطاعت الوصول إلى القرى والمناطق البعيدة والتي يصعب الوصول إليها وحتى تلك التي لا تتوفر على قاعات أو بنيات تحتية رياضية لاحتضان أنشطتنا الرياضية.
* الجامعة تعمل على تكريس وتفعيل ما أكد عليه جلالة الملك محمد السادس نصره الله في رسالته السامية إلى المشاركين في المناظرة الوطنية للرياضة بالصخيرات عام 2008 ضمن برنامجها السنوي.
* الجامعة أصبحت تنظم في الأعوام الأخيرة ما يناهز 100 تظاهرة في كل جهات المملكة.
* الجامعة قامت بإعادة زرع الأمل في حياة كريمة لشباب سلكوا طريق الانحراف وعاملات في الجنس، وذلك عبر تمكينهم من تكوينات بالمجان، وفتحت لهم باب الاندماج في سوق الشغل بديبلومات مدربين ومدربات، وانتقلوا بفضل هذه المبادرة من حياة السلبية والرتابة إلى التمتع بالحق في العيش الكريم وأشخاص فاعلين ومنتجين داخل المجتمع.
* الجامعة تفتخر اليوم بتحقيقها نسبة 0 ٪ في معدل البطالة الخاص بالمدربين والمدربات.
* الجامعة أضحت في السنوات 10 الأخيرة مصدراَ أساسياَ وموثوقاَ للعديد من الدول العربية في جلب مدربين معتمدين وذوي كفاءات وقدرات احترافية عالية.
* الجامعة وظفت الرياضة دعما للقضية الأمازيغية وحازت على الجائزة الأولى في المهرجان الدولي للسينما الرياضية بعدما شاركت بالشريط الوثائقي الأمازيغي ” عشر سنوات من الرياضات الوثيرية والرشاقة البدنية بالمغرب”، كما حصل على تشجيع من قبل المهرجان العالمي للفيلم الأمازيغي “إسني ن أُورغ” سنة 2009، كما عُرِض الشريط في المهرجان الثقافي لجوا في القبايل بالجزائر.
وهل يعلم أن وأن وأن وأن … لأن ما ذكرته لا يلخص إلا جزءا صغيرا من إنجازات الجامعة.
كنت أتوقع أن مردود الجامعة على أرض الواقع وإنجازاتها الرياضية على المستوى الوطني والدولي سيساهم في تشجيع الوزارة لنا وتحفيزنا على المزيد من البذل والعطاء، فإذا بنا نتلقى صفعة قبل أشهر قليلة من نهاية الموسم، فهل هناك من إهانة وتبخيس لمجهوداتنا، أكبر من اتخاذ قرار كهذا في حق جامعتنا ..؟ لطالما تساءلت حقا عن المعايير والمقاييس التي تتخذها الوزارة لتحديد قيمة المنحة المرصودة لكل جامعة، وأين يكمن الفرق في الاختلاف الكبير بين المبالغ المخصصة لكل واحدة منها ..؟
ما يخفى عن السيد الوزير وما يخفى عن الكثيرين هو أن:
* الجامعة منذ تأسيسها لم يمر عليها أي موسم دون أن تتجرع مرارة التخبط في الديون.
* تبعات قرار تأخير المنح إلى نهاية الموسم تؤدي إلى أضرار مادية ونفسية كثيرة تسببت لي أنا الأولى بمشاكل في حياتي الشخصية، لأن مدخراتي أخصصها طيلة 10 أشهر من بداية الموسم لتمويل أنشطة الجامعة وضمانا لاستمراريتها، في المقابل يتسبب هذا الوضع في حرمان عائلتي الصغيرة من عديد الأمور بهدف زرع الفرحة ورسم البسمة على وجوه المحرومين من أبناء بلدي.
هل يعلم السيد الوزير المحترم ما هي عواقب قراره هذا بتقليص قيمة المنحة إلى النصف على بعد 3 أشهر فقط من نهاية الموسم ودون سابق إنذار ..؟
العواقب هي كالتالي:
* لا نعلم التاريخ الذي نتوصل فيه بالمنحة أو بالأحرى نصفها الأول ونحن على مشارف نهاية الموسم الرياضي ..! وحتى بعد وصول الشطر الأول من المنحة، فإنها تُصرف في أداء الديون والفواتير وغيرها من المستحقات المالية العالقة، وغالبا ما يكون المبلغ غير كافٍ لتغطية جميع الديون العالقة.
* نحن مقبلون على نهاية الموسم، مما يستوجب تنظيم المنافسات النهائية لبطولة المغرب وكأس العرش في مختلف الأصناف الرياضية والتي من خلالها سيتم اختيار عناصر المنتخب الوطني التي ستمثل المغرب في بطولة العالم أواخر شهر أكتوبر المقبل، الأمر الذي يتطلب ميزانية مهمة للمشاركة على الأقل بفريقين يتكونان من 16 بطلا، سيشاركون في جميع الأصناف المتنافس عليها خلال بطولة العالم.
* هناك استياء وتذمر كبيران لدى الطاقم التقني للجامعة وفي مقدمتهم المدير التقني للهيب هوب والأساليب المماثلة بسبب هذا القرار المفاجئ، الذي سيؤثر سلبا على العمل والمجهود الكبير الذي بُذِلَ منذ بداية الموسم في إقامة بطولات وإقصائيات جهوية بجميع مدن المملكة، والتي استنزفت أموالا طائلة من ميزانية الجامعة، تحضيرا لخوض المنافسات النهائية والمعسكرات التدريبية بهدف المشاركة في بطولة العالم وتحقيق تتويج آخر على غرار الأعوام الماضية .. فما جدوى كل هذا البذل والإنفاق المالي إن لم يُتوَّج بالمشاركة في استحقاقٍ عالمي ..؟
* من بين واجباتنا كمؤسسة رياضية وطنية أن نعمل على تحفيز الشباب على البذل والالتزام، خصوصا المتألقين منهم والمتوجين في المنافسات العالمية، والذين ساهموا في رفع راية المغرب عاليا على منصة التتويج، وعلى الرغم من أن الوزارة لا تمنح مكافآت مادية إلا للمتوجين في الرياضات الأولمبية، فإن الجامعة بادرت بهذه الخطوة عام 2015، وقامت بمنح مبلغ 30.000 درهم للمتوج بالميدالية الذهبية في بطولة العالم التي أقيمت بجزر المارتينيك، ومبلغ 15000 درهم لكل بطل من المُتَوّجِين بالبرونز، وكاعتراف رمزي للظهور المشرف للأبطال الذين توجوا في بطولة العالم للهيب هوب، التي أقيمت بهولندا في أكتوبر 2017، بعدما تمكنوا من إحراز 3 ميداليات (ذهبية ونحاسيتين)، أعطيتهم وعدا أنهم بدورهم سيحصلون على نفس التحفيز المادي الذي مُنِح للأبطال السابقين، فمِن أين لي أن آتي بهذا المبلغ بعد هذا القرار..؟!
* في إطار التحفيز دائما ومن باب إسعاد وتشجيع الشباب الممارس لهذه الرياضة والذي يضع أملا كبيرا في صنع مستقبل واعد، ارتأينا خلق مشروع تحفيزي من خلال تقديم منح مادية رمزية للمتوجين الـ 3 الأوائل في جميع المسابقات الوطنية بأصنافها الرياضية المختلفة، فكيف للجامعة أن تحقق هذا المشروع التحفيزي وتشجيع هؤلاء الأبطال بعد هذا القرار ..؟!
* بسبب عدم توصلنا إلى حدود شهر فبراير بأي خبر من الوزارة عن عقد المنحة وتاريخ إبرامه، تم تأجيل الدورة 9 لمهرجان الرشاقة البدنية تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم بمدينة الناظور، إلى آخر أسبوع من شهر شتنبر، بعدما كان مبرمجا في شهر أبريل الماضي، إلا أنه وبعد قرارها بتقليص المنحة إلى النصف، بات من المستحيل تنظيم هذه الدورة من هذه التظاهرة الوطنية الكبرى التي تتطلب على أقل تقدير مبلغ 400 ألف درهم.
* للمرة الثانية يتم إلغاء إحدى أهم وأكبر التظاهرات التي تنظمها الجامعة، الدورة الخامسة لكأس المسيرة الخضراء للبريك دانس، الذي حظي بالرعاية الملكية السامية، وبعد أن وصلنا إلى آخر مراحله التنظيمية، حيث كان من المقرر تنظيمه بمدينة العيون في أواخر شهر شتنبر 2018، قررنا إلغاءه بسبب قرار تقليص المنحة وكلنا حسرة على ما بُذِلَ من مجهوداتٍ وصرفٍ للأموال تحضيرا لهذه التظاهرة، وأيضا على ما خلفه من انتكاسة لشباب المنطقة العزيزة علينا، والذين عبروا عن شغفهم الكبير للمشاركة في منافسات هذه التظاهرة، ويبقى السؤال ماذا سيكون ردّي للديوان الملكي الذي أبلغنا بكل اعتزاز وفخر موافقة جلالة الملك أعزه الله على الرعاية السامية لجلالته لهذه التظاهرة الكبرى ..؟
* تفعيلا لمبدأ دمقرطة الرياضة ومساهمة منا في التنمية البشرية وإشراك جميع شرائح ومكونات المجتمع في ممارسة رياضات الأيروبيك والفيتنس، قامت الجامعة طيلة شهري ماي ويونيو 2018 بتنظيم ورشات رياضية في الأيروبيك والفيتنس لفائدة أطفال مركز أمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، التابع لتعاضدية موظفي الإدارات العمومية بمدينة الرباط .. مبادرة خلفت صدى طيبا لدى أطفال المركز الذين تفاعلوا بشكل كبير مع تلك الدروس، الشيء الذي أثمر رغبَتَنَا في إدماج أطفال المركز البالغ عددهم 120، ضمن مختلف التظاهرات الوطنية والجهوية للجامعة، مع تخصيص برنامج تدريبي خاص بهم سيقام داخل المركز، وتكوين فرق رياضية ستمثل المركز ضمن المنافسات الجهوية والوطنية للجامعة، كما أن الجامعة ستتحمل جميع المصاريف والتكاليف الرياضية أثناء مشاركتهم في تظاهرات الجامعة خارج المركز، في المقابل ستستفيد الجامعة من الخدمات الصحية والاجتماعية للتعاضدية، وخصوصا القافلة الطبية التي تضم مجموعة من التخصصات الطبية، والتي سترافق الطاقم الجامعي إلى التظاهرات الجهوية التي تنظم بمختلف المناطق النائية، إلا أن هذه الرغبة ستذهب أدراج الرياح بعدما بدّد قرار تقليص المنحة طموحنا بإبرام عقد شراكة في شهر شتنبر المقبل، مع التعاضدية.
– لا نعلم إلى حدود الساعة، التاريخ الذي سنتوصل فيه بالنصف الثاني من المنحة، والذي سيخصص لتغطية ما تبقى من الديون، ثم سيأتي بعدها مباشرة بداية الموسم المقبل في الفاتح من شهر أكتوبر 2018، أتساءل حقا كيف سأنهي الموسم الحالي ..؟ وكيف لي أن أدبر أمور الجامعة مع بداية الموسم المقبل في ظل هذه التخبطات المالية، وهذه القرارات السلبية ..؟!
قد يتساءل السيد الوزير المحترم عن سبب عدم اتصالي به بعدما علمت بالقرار ..؟! الجواب واضح ولا يحتاج تفسيرا، فقد أرسلت إليه رسالة إلكترونية حسب التوجيهات التي أُعطِيَت لي من ديوان الوزير، بإرسال طلب موعد إلى بريده الإلكتروني، واتّبعت التوجيهات الإدارية دون أن أتوصل بأي رد بالموافقة أو الرفض باستقبالي من أجل
الاستفسار ومعرفة أي جديد بخصوص العقد الخاص بالمنحة، مع العلم أنه يستقبل رؤساء جامعات في نفس اليوم الذي يقَدِّمُون فيه طلباتهم، إذ من واجبه كوزير أن يستقبلني كرئيسة جامعة، أو على الأقل ومن باب الاحترام، أن أتلقى ردا منه على طلبي، وحتى بعد توصله برسالة من الجامعة بخصوص قرار تجميد الأنشطة بسبب تأخر المنحة، لم يبادر إلى الرد أو الاستفسار، ولكن يبدو بأن هناك رؤساء جامعات مهمين وآخرين غير مهمين وأنا أنتمي إلى الفئة الأخيرة، رغم أنه كان بإمكاني أن أكون ضمن لائحة أسماء الرؤساء المهمين لو تبجحت بموقعي ومركزي كي يأتوني بأوراق العقد إلى مكتبي دون تحمل عَناء طَرْقِ أبواب الوزارة، وغيرها من الامتيازات المُعتَمِدَةِ أساساَ على المحسوبية والموقع الاجتماعي.
أيها القراء الكرام، أؤكد لكم بأن ما جاء في هذا البيان الاستنكاري لم يتضمن أي زيادة أو نقصان أو تضخيم كيف ما كان نوعه، وأجزم لكم بأن خطوتي هاته لا أنوي بها مطلقا الإساءة إلى شخص الوزير أو التقليل من شأنه أو إهانته أبدا، فهذا الأمر ليس من أخلاقي نهائيا ولا من شيمي التي ترعرعت عليها، ولكن قمة الشعور بالحكرة والظلم لمدة 22 سنة هي ما دفعني إلى إصدار هذا البيان .. ومهما حاولت بأن أصوغ إحساسي وشعوري بالتذمر، فلست ببالغةٍ بعضَهُ، ولا أملكُ إلا أن أقول أنَّ الحُكمَ للّه في حالِنا ولا رجاءَ لنا إلا ربّنا جلّ شأنُه وعَلاَ.
كما لا يفوتني أن أوجه خالص شكري وتقديري إلى موظفي مديرية الرياضة بالوزارة ومختلف مناديبها بجميع ربوع المملكة على طيب تعاملهم وتفانيهم في أداء مهامهم .. وأغتنم هذه الفرصة لأجدد لأعضاء الجامعة ولمكتبها مدى اعتزازي وافتخاري بنضالهم وعملهم الدؤوب لإنجاح كل المشاريع المنجزة واستماتتهم في خدمة وطنهم ورفع رايته خفاقة عالية.

وأختم قولي بـ: وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

الرئيســــــــة
سلمـــــــى بنانـــــــــي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق