أحداث دوليةأخبار

عن أحداث نيوزيلندا

ZELANDE

ذ. عبد اللـه عزوزي

استفاق العالم الإسلامي بكل أجناسه و ألوانه و لغاته و جغرافيته و مستويات عيشه، هذا الصباح، (15 مارس 2019) على الفاجعة المهولة التي كان مسرحها مسجدين بمدينة تشورش كريست (Christchurch) بنيوزيلندا، هما مسجد النور ( Al Noor Mosque) و مسجد لينوود (Linwood Mosque)، و التي أظهرت تحقيقات الشرطة أن شابا أستراليا في عقده الثالث، و الذي اعتنق مؤخراً العقيدة اليمينية المناهضة للمهاجرين عامة، و للمسلمين خاصة، هو منفذ هذا العمل الإرهابي البغيض الذي كانت حصيلته أكثر بكثير مما يخلفه القصف المروحي للعدو من ضحايا، إذ تم تسجيل مقتل 41 مصليا بمسجد النور و 09 آخرين بمسجد لينوود، نظرا لأن المنفذ اختار التوقيت المعروف بخطبة صلاة يوم الجمعة لإفراغ خزان حقده و ذخيرته في صدور مُسْلمين مُسَالمين، لا شك أن فيهم التجار و الأطباء و الأساتذة و أرباب المطاعم و الفنادق و سائقي الطاكسيات، و المساعدين بالمراكز الإجتماعية .. و كلهم تجمعهم خاصية أخرى، فضلا عن الإسلام، ألا و هي المساهمة في بناء الاقتصاد النيوزيلاندي ..!

أمام هذا المصاب، لا يسعنا سوى أن نعزي أنفسنا و كافة معتنقي الدين الإسلامي الحنيف، الذي طالما تم وسمه بالتطرف و الإرهاب، و هو منه بعيد، و أن نتذكر حاجتنا جميعا إلى المزيد من الإستثمار في حوار الثقافات و الأديان، و تشييد المزيد من المؤسسات و المدارس و المعاهد المختصة في تطوير قيم احترام الاختلاف، تعزيز تقارب المجتمعات، و الانفتاح على الغير بتقريبهم للمعنى الحقيقي لأن نكون حضاريين و إنسانيين، و أن نقدم من جهتنا نحن كمسلمين، القدوة المثلى في السلوك و الالتزام و الاجتهاد و المعاملات حتى لا ندع ذرة شك عند الغير بخصوص براءة الإسلام ممّا يُنسب إليه من صور نمطية، مسيئة للرسالة السماوية و لمعتنقيها، أصبحت تشكل غشاوة على قلوب و عيون العديد من أبناء الجيل الحديث للمسلمين قبل غيرهم من معتنقي الديانات الأخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق