أخبارمجتمع

باختصار شديد .. الشعبوية التي يقصدها البيجيدي ..!

كان صادقا رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، حين قال بأن (الدولة ما قايماش بالشعبوية وهذي شعبوية خصنا نتصداو ليها، وأن البرلماني مايمكنش يشتغل بيليكي) وهو يدافع عن التعويضات السمينة التي يتقاضاها البرلمانيون وأشباههم، كالتعويض عن التنقلات وعن الكازوال والأواني الفضية والطريق السيار والقطار، إلى غير ذلك من قائمة التعويضات

لكن قبل ذلك، من حقنا أن نتساءل؛ أليس حزب المصباح هو الذي سبق وأن أسس مشروعه السياسي على (الشعبوية) الذي أضحى الآن رئيس فريقه النيابي يندد بها دون أن يصيب ملامح وجهه شيء من الاحمرار!!

أليس بنكيران هو من قال قبل سنوات، بأن معاشات الوزراء البالغة وقتها  8 مليار سنتيم هي استفزاز لمشاعر العاطلين والمهمشين، وقد ارتضى لنفسه بعد انتهاء صلاحيته معاش 7 ملايين، لأن منزله بات يستضيف عددا كبيرا من الزائرين

أليس بنكيران هو من تجرأ على إصلاح صناديق التقاعد والمقاصة على حساب جيوب المواطنين، داعيا البؤساء منهم إلى ضرورة التضحية والتجرد من الذات فقط من أجل ملئها من جديد حتى يجد مرة أخرى السارقون ما يسرقونه!!

أليس زعيم الحزب ذاته من قال للمغاربة ذات حملة انتخابية ( عطيونا أصواتكم وخليونا منا ليهم) قبل أن ينقلب على قوله ويطلق شعار (عفا اللـه عما سلف) !!

لكل ذلك، وحين قلت بأن رئيس حزب فريق المصباح كان صادقا، هذا لأن حزبه أضحى فعلا  يتعرض لشعبوية مضادة بعدما انكشف الغطاء عن شعبوية حزب طالما أجهش قياديوه بالبكاء أمام أضواء الكاميرات، وهي نفس الأضواء التي التقطت مشاهد شعبوية كان فيها وزراء الحزب يستمتعون بتناول أطباق (البيصارة والكرموص وصيكوك)

صحيح أنه من الصعب جدا أن تفقد موردا ماليا وموقعا مجتمعيا متقدما .. لكن، من الصعب أيضا أن تقنع المغاربة بأن الخطابات الجاذبة والشعارات الرنانة تتغير من موقع لآخر بغاية استغفال عقول لم تعد تتحمل المزيد من الأساليب التمويهية تحت غطاء سياسي إصلاحي  الأكيد، أن العفاريت والتماسيح لن تصبح في يوم من الأيام أحمالا وديعة، مثلما لن يتحول النضال الديمقراطي إلى مجرد امتيازات وتعويضات ومعاشات تُنتزع دون وجه حق من أموال البؤساء من المواطنين .. غير إنه يبدو أن كل من رفع شعار محاربة الريع والفساد والاستبداد لن يمنع عن نفسه هذا الفساد، إذا أضحى في يوم من الأيام  على كرسي المسؤولية، وإن استعمل في ذلك شعبوية الدفاع عن الفساد أو مناهضته، لأنها لم تعد تفرق عندي كثيرا .. !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق