البيانات

أينكم ياوزير التواصل من منهجية الحوار مع النقابات ..؟ !

أصبحت منهجية الحوار مع النقابات من ضمن طقوس الحضور الحكومي الدعائي المطلوب، حتى وإن كان بمخرجات سلبية وفارغة عقب أي تجربة انتخابية جديدة، حيث لا تزال نسبة ارتفاع الانتظارات متقدمة، رغم هزال وتواضع ما تحمله البرامج الانتخابية بالنسبة للأغلبية الجديدة

أما المعارضة، فلم تتجاوز أسقف الاحتجاج المطلبي، الذي لا يتحقق منه إلا ما سمح به الحرس القديم المتحكم في التدبير الحكومي .. هذا هو المنتظر من انطلاق الحوار الاجتماعي القطاعي، الذي يفرض على وزراء السيد عزيز أخنوش الإنصات فيه إلى مطالب المنظمات النقابية المركزية والمهنية .. ونظن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن فضيلة الحوار الاجتماعي البناء والمسؤول هو الهدف الأسمى منه

إن للحوار دائما إيجابيات، إذا كان مواطنا متوافق على أرضيته، دون خلفيات، أو مواقف جاهزة مسبقة ومناقشة للمقترحات والملفات المطلبية مع كل مكونات المشهد النقابي، من أجل تخليق الممارسة وتجويدها وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والقانونية لعموم شغيلة القطاع “التواصل نموذجا” في كل أشكال وسائط التعبير عنه، بما في ذلك مراجعة المنظومة القانونية الجديدة، التي تعتريها  عدة أعطاب واختلالات في أبوابها وفصولها وموادها

نظن في الأمانة العامة، للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن السيد وزير التواصل ملزم بمتابعة أحسن أنماط التدبير الحكومي، التي عرفتها الأوضاع .. خصوصا، أن التحولات الجديدة التي يعرفها القطاع أصبحت تقتضي الرهان على فضيلة الحوار، حتى يكون إعلامنا قادرا على ممارسة وظائفه الإخبارية والمحاسباتية والتنويرية، وترجمة التوجهات الملكية السامية ذات الصلة

إن أبسط منتوجات مأسسة الحوار الاجتماعي في قطاع التواصل بكل أنواعه، (المكتوبة والمسموعة والمرئية والرقمية) تتطلب من السيد الوزير المسؤول على القطاع، المبادرة إلى الحوار وإشراك جميع المنظمات في التدبير العقلاني والشفافية، التي توجه الحوار المنتج، الذي يحركنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، ويجبرنا على القيام بواجبنا النقابي، من أجل تحرك وزارة التواصل لتأهيل المشهد الصحفي والإعلامي، وتخليق ممارسته، والعمل المسؤول من أجل تصفية مناخ التواصل من السلبيات، التي يعاني منها

 وهذا ما ترجمناه كتنظيم نقابي مواطن ومسؤول، سواء في مشاركاتنا في الحوار مع كل الوزراء الذين تعاقبوا على قطاع التواصل، منذ الوزير الاستقلالي، المرحوم العربي المساري، إلى الدكتور محمد الأعرج، الذي فتح لنا باب مكتبه بالوزارة، حيث فتحنا معه الحوار حول كل المعضلات التي تواجه المهنيين، على امتداد سبع لقاءات خلال سنة واحدة، والذي وضعنا بين يديه آنذاك نسخة من الملف المطلبي الخاص بالنقابة، الذي حاول مشكورا معالجة بعض نقطه، واليوم فإننا ننتظر فتح الحوار مع السيد الوزير الجديد لاستكمال معالجة النقط التي لازالت عالقة حتى الآن

تعلمون السيد الوزير المحترم، قيمة فضيلة الحوار بين المسؤول الحكومي والتنظيم النقابي، وما يمكن أن ينتج عنه لصالح العمال والموظفين في أي مقاولة عمومية أو خاصة، فبالأحرى مع النقابات الصحفية، التي لا يزال للأسف  الوزراء الذين تعاقبوا على قطاع التواصل يرفضون تكريس الحوار الجاد والمواطن والمسؤول مع النقابات، والإنصات إلى مطالبها، خاصة المؤثرة على مهامها وعلى أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية .. ولأجـل ذلك، نتطلع في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، إلى أن تكونوا السيد الوزير مثالا للوزير القادر على تحقيق هذه الفضيلة في علاقته مع جميع النقابات والجمعيات المؤطرة للمهنيين، سواء في القطاع العام أو الخاص

لنا اليقين في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، حسب ما نعرفه عنكم السيد الوزير المحترم، أنكم لن تبخلوا علينا وعلى شركائنا في الحقـل بالجلوس لمناقشة وتصفية جميع القضايا والمشاكل، التي تؤثر اليوم على مشهدنا الصحفي والإعلامي، في إطار مناخنا الوطني، الذي يتجه نحو إقرار دولة الحق والقانون وتعزيز العمل بقوانيننا المدنية والدستورية

لن نذكركم السيد الوزير، فأنتم على علم بما هو  يتواجد بالمشهد الصحفي والإعلامي الوطني من فوضى وغياب للممارسة المهنية والنقابية، وبالقضايا التي تروج أمام المحاكم، و بالتراجعات في أوضاع المهنيين الاقتصادية والقانونية، وبالمعرفة التي تتوفر عليها مصالح وزارتكم، وتدركون سيادتكم أهمية التحرك لإشراك كل القطاعات الفاعلة في المشهد الصحفي والإعلامي الوطني

ونظن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن مطلب الحوار لا يعني احتكاره من أي تنظيم نقابي أو حزبي، مما يساعد على رفع مستوى الوعـي بالتحديات التي تواجه صحافيينا وإعلاميينا، والإكراهات والتجاوزات التي يواجهها الفاعلون بصفة عـامة  

   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق