أخبارمنبر حر

مفترق الطرق عند ساعة الاستقلال

كتب ذ. عبد اللـه عزوزي

 كانت الولايات المتحدة منذ بداية تشكلها في أوائل القرن السادس عشر مستعمرة أنجليزية، تابعة للتاج البريطاني، إلى أن أعلنت استقلالها يوم 04 يوليوز 1776، بعد حرب مستميتة، من أجل نيله و التمتع بفضائله و كراماته، وشكلت تلك اللحظة نقطة انطلاق النهضة الأمريكية، كقوة اقتصادية وعلمية وعسكرية، أبهرت باقي الحضارات، و مكنت الولايات المتحدة من المساهمة في تشكيل  العالم و السياسة الدولية على النحو الذي نراه عليه اليوم

المغرب بدوره، متساويا في ذلك مع الولايات المتحدة، جرب الاستعمار، و ذاق طعم الاستقلال قرنين بعد استقلال أمريكا تقريبا، أي يوم 18 نونبر 1956 .. لكن، في الوقت الذي تفرغ فيه الأمريكيون للبحث العلمي والبناء الحضاري، شهد المغرب ما شهده من صراعات حول السلطة والتنقيب على التحالفات، و ظل هم النخبة فيه هو إتقان الفرنسية، والإبقاء على علاقة “العبد بالسيد” والحلم بتأشيرة  متعددة الولوج إلى عاصمة ” الأنوار” و التي تشجع كلفة الإقامة بها المتنورين منا على المزيد من الجشع والاغتناء السريع ..  خصوصا، من باب السياسة

وفي الوقت الذي يكاد يأخذ فيه طابع الاحتفال بذكرى عيد استقلالنا الوطني، طابع تقارير باردة و مستهلكة على قناتينا الإعلاميتين، مع تغييب شبه تام لاحتفالات ينخرط فيها التلاميذ والطلبة (الذين أجزم أن نسبة كبيرة منهم لا يعرفون متى استقل المغرب و لا كيف نال استقلاله، لأن الذكرى ارتبطت بالعطلة و الابتعاد)،يشكل يوم الرابع من يوليوز (4th of July)، يوما استثنائيا في السنة و الأجندة الأمريكية، يوم يتبادل فيه الأمريكيون التهاني بعبارة ” يوم عيد استقلال  سعيد”، يوم يزيد من تعلق الأمريكيين ببلدهم و بافتخارهم بانتمائهم لوطن بنى استقلاله على شعار المساواة و الحرية المتين، و الحق في السعي وراء السعادة الذي ضمنه رب الناس للناس

فليس لهذه الأسباب فقط تسطع الشهب في سماء كل مدنهم، عند كل ذكرى احتفال، و تغيب في سمائنا؛ هناك من الأسباب ما لا يعد ولا يحصى، غالبيتها مستقرة بشباكنا .. ولهذا لقد أصاب من قال ” إذا عرف السبب، بطل العجب”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق