غير مصنف

ليس بهذه الطريقة يكون التواصل سيدتي الرئيسة

كتب ذ. يوسف الإدريسي

في تصريح غريب لرئيسة مجلس جماعة اليوسفية لصفحة مجهولة تحوم حولها مجموعة من الشكوك؛ قالت بأن “المجلس لاعلاقة له أبدا بتوقف الذبيحة يوم الأحد، وأن هذا التوقف جاء نتيجة عدم التوصل إلى حل مع الطبيبة البيطرية، والقرار يعود ل مكتب ONSSA وليس المجلس البلدي ..”


ابتداءً، أستغرب كما يستغرب كثيرون تخصيص السيدة الرئيسة في الآونة الأخيرة تصريحات رسمية، وأيضا حصرية لصفحة مجهولة ومشبوهة .. ولأن الرئيسة هي شخصية عمومية تم انتخابها في ضوء النهار، كان عليها أن تحترم عقول من صوّت لها ذات انتخابات، وأيضا كان عليها أن تشتغل وتصرح تحت أضواء كاشفة، بدل اختيار العتمة والقنوات المجهولة


أما فيما يخص منع الجزارين من عملية الذبح يوم الأحد، بمبرر أن المجلس لا علاقة له بالأمر، وأن هذا المنع جاء نتيجة عدم التوصل إلى حل مع الطبيبة البيطرية .. فهذا لايمكن أن يقبله عقل إنسان سوي .. على اعتبار أن المادة 107 من القانون التنظيمي تنص على أن رئيس المجلس هو المسؤول الأول على السهر وتنفيذ جميع التدابير الرامية إلى المحافظة على الصحة العمومية .. وليس الطبيب أو مكتب ONSSA .. خاصة وأن هناك نداءات من الجزارين والمواطنين على حد سواء، تدعو إلى التراجع الفوري عن قرار منع عملية الذبح يوم الأحد أي يوم السوق الأسبوعية، بالنظر إلى واقع فساد اللحوم والأحشاء التي يتم ذبحها يوم السبت وسيكون مفروض على أصحابها انتظار 24 ساعة أو أكثر، لبيعها يوم الأحد .. علما، أن أجهزة التبريد، فضلا عن سوء حالتها التقنية وعطلها، بحسب تصريحك للصفحة المجهولة ذاتها، فهي غير كافية لاحتضان كمية اللحوم والأحشاء .. وهذا ما ينعكس على جودة ورائحة اللحوم صباح يوم السوق، بحسب مواطنين وجزارين


مرة، أخرى أقول لك السيدة الرئيسة؛ إن سياسة الأحادية والتحكم والإقصاء لم تعد صالحة لأي شيء، بالمقابل يبقى العمل التشاركي والانفتاح على جميع نوابك ومستشاريك، هو الحل الناجع، ولن أقول لك الانفتاح على الإعلام ومكونات المجتمع، فهذا سقف جد مرتفع بالنسبة إليك

كما أن الاقتصار على شخص وحيد وتفويض جميع المهام لنائب واحد بات يتحكم في كل شيء، هو أمر متجاوز ولا يليق بمؤسسة دستورية .. بينما، يتم أمام كل ذلك، تخصيص الإنذارات والإعذارات للآخرين، وهذا في حد ذاته مثير للاستغراب


سيدتي الرئيسة، إن رهان تصحيح المسار بات الآن ضروريا وراهنيا أكثرمن أي وقت مضى، فهو يبتدئ منك وينتهي عندك .. فقط، يحتاج إلى إرادة وصدق ومسؤولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق