أخبارالدين و الناس

خصائص العبادات في الإسلام

* الإخلاص للـه سبحانه وتعالى

فلا يجوز توجيه شيء من العبادة لغير الله سبحانه وتعالى، فقد أمرنا الله تعالى أن نوحده ولا نشرك به أحدا في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، يقول عز من قائل: «وما أمروا إلا ليعبدوا اللـه مخلصين له الدين» (البينة: 5)، وأداء العبادة خالصة للـه تعالى ينسجم من الغاية التي خلق الإنسان من أجلها: «وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون» (الذاريات): 56

العبادات توقيفية

فلا يجوز أن تختلق أنواعا من العبادات لم ترد في القرآن الكريم ولا سنة رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم والابتداع في العبادات مردود، فقد ورد في حديث رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، وقال المفسرون في تفسير قوله تعالى: «فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا» (الكهف: 110)، «عملاً صالحًا، وهو ما كان موافقا لشرع اللـه تعالى، ولا يشرك بعبادة ربه أحدا، أي من خلقه إشراكًا جليًا، كما فعله الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه، ولا إشراكًا خفيًا، كما يفعله أهل الرياء، ومن يطلب به أجرا من المدح وتحصيل المال والجاه)، إن العمل لا يكون صالحا إلا إذا وافق شرع اللـه، ودخل تحت القاعدة العامة فيما يحبه اللـه ويرضاه

انعدام الوساطة بين العبد وربه

فاللـه تعالى خاطب عباده مباشرة، وطلب منهم التوجه إليه في دعائهم وعباداتهم مباشرة أيضا: «وقال ربكم ادعوني أستجب لكم» (غافر: 60)، وقال تعالى: «وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون» (البقرة: 186)

وقد ندد القرآن الكريم بالمشركين الذين عبدوا وسائط ليقربوهم من اللـه زلفى فقال تعالى: «ألا للـه الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى اللـه زلفى إن اللـه يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن اللـه لا يهدي من هو كاذب كفار» (الزمر: 3)، ولا يقال: إن الأنبياء هم سفراء اللـه إلى خلقه أفلا يكونون وسطاء ..؟ لأن مهمة الأنبياء هي التبليغ والبيان، وهم يحتسبون أجرهم على اللـه، ولا يطلبون من أتباعهم المؤمنين بهم على ذلك أجرا «وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين» (الشعراء: 109)، فلا يجوز توجيه شيء من العبادة إليهم

العبادات في الإسلام مبنية على اليسر

كل شرائع الإسلام راعت طبيعة البشر التي تعتروها حالات من القوة والضعف، وحالات من النشاط والفتور، والعبادات خاصة، بنيت على اليسر والسهولة، يقول الفقهاء: (حقوق اللـه مبنية على المسامحة، وحقوق العباد مبنية على المشاححة .. والعبادات كلها حقوق اللـه سبحانه وتعالى، فهي مبنية على المسامحة، يقول عز من قائل: «يريد اللـه ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم واللـه عليم حكيم * واللـه يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما * يريد اللـه أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا» (النساء: 26ـ28)

يقول الرسول صلى اللـه عليه وسلم: «إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه».

فالحمد للـه على نعمة الإيمان، والحمد للـه على نعمة الإسلام، والحمد للـه الذي أنعم علينا بالشريعة السمحة ولم يجعل لنا فيها حرجا .. وصلى اللـه وسلم على خيرته من خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق