أخبارمختارات و طرائف

ذاكرة نزيل دير تومليلين

مراسلة – إبراهيم بونعناع

ذات يوم  من أيام الزمن الجميل، كان لهذه ( اللعيبة ) الفضل في تنويع أشكال حلويات بسيطة ولذيذة .. كانت والدتي رحمة اللـه عليها لا تبخل علينا في إعدادها في جل المناسبات الدينية أو العائلية

لقد تمكنت هذه الٱلة العجيبة  ببساطتها وسهولة استعمالها، أن تتنقل بأريحية بين  بيوت الجيران، بل تعدت خدماتها سكان الحي حتى وصلت زياراتها ساكنة أحياء أخرى

لقد كانت والدتي رحمة اللـه عليها من المحظوظات  الأوائل اللائي حصلن على هذه الٱلة كهدية  من إحدى صديقاتها الراهبات من دير رهبان  “تومليلين” بضاحية مدينة أزرو مسقط رأسي

“تومليلين” بالمناسبة، هي كلمة بالأمازيغية، تعني كل الأشياء البيضاء ومفردها تومليلت أو تاملالت، وقد أطلق هذا النعت على جبل يطل على مدينة أزرو، يتموقع بين أشجار الأرز الباسقة الجميلة، تكسو قممه الثلوج على مدار فصل الشتاء، ومن هنا جاءت التسمية التي تعني “القمم البيضاء .. وقد أنشأ المستعمر الفرنسي هذا الدير 4 سنوات قبل استقلال المغرب، وبالضبط في 26 من أكتوبر 1952، وقد اشتغل بهذا الدير يوم تأسس 15 راهبا و 5 راهبات لمدة 16 سنة  تعرفوا خلالها على سكان المدينة والمنطقة، فاقتسموا مع أبنائها المرّ والحلو، فساهموا بتواضع وبروح إنسانية عالية، مع الامتناع عن ممارسة أي نشاط تبشيري في مساعدة السكان والأطفال بتعليمهم ومعالجة أمراضهم، وتوعيتهم بالجوانب البيئية والصحية، وإسماع كلمة الحكمة وإيقاظ الضمائر بلفت  الانتباه إلى القيم الإنسانية الأكثر سموا، وأهمها الإخاء بين البشر، وقيم التضامن والتعاون والعيش المشترك، والحوار بين الأديان والحضارات،

وكان يحتوى الدير يومها على حجرات لإسكان الرهبان و مطابخ و قاعات للمطالعة و أخرى لتناول الطعام و داخلية لإيواء الأطفال و مكتبة و قاعة للضيافة كلها مازالت آثارها قائمة بالمكان، شاهدة على تاريخ هذا الدير الذي أصبح اليوم خرابا تستوطنه القردة  هكذا، انطلقنا من قصة ٱلة صنع الحلوى( اللعيبة ) لأشاطركم معلومات بسيطة عن دير وراهبات كان لهن فضل و تأثير كبير في صقل شخصيتي وتشبعي بقيم إنسانية وكونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق