أخبارللمستقلة رأي

صحافة الطابور الخامس وغياب المعالجة الديمقراطية المهنية لاختلالات المشهد الصحافي والإعلامي الوطني

ما يلاحظه المتتبع لمشهدنا الإعلامي هو استمرار الأزمة الهيكلية التي فشلت فيها الوزارة والنقابات، التي كلفتها بالإصلاحات الاستعجالية للأزمة السائدة في واقعنا الصحفي .. ولا يختلف الواقع اليوم عن ما كان عليه في عهد الحكومة السابقة، حيث تطغى العبثية والانتهازية في مختلف أشكال التعبير الصحفي والإعلامي ..  ويظهر، أن هذه الوضعية ستتواصل إلى أجل غير مسمى بعد أن فشلت اللجنة المؤقتة في تدبير قطاع الصحافة والإعلام، واقتراح قوانين تأسيس وتنظيم انتخاب المجلس الوطني للصحافة، الذي لا يزال قائما رغم نهاية ولايته

لن نختلف اليوم في القول، بأن هذا الإعلام الوطني في الوقت الراهن قد انحرف في مناهجه والموضوعات التي يتناولها ..  خصوصا، إعلام المؤثرين في الصحافة الرقمية، التي يهيمن عليها بعض الوصوليين، الذين يشتغلون لصالح أولياء النعمة ويثيرون النعرات العرقية والحزبية، ويشوهون خصومهم بالرؤى الانتقامية والكيدية، وقد أصبحت صفحاتهم وحواراتهم تثير أكثر من علامات استفهام حول الخدمات التي تقدمها لصالح من يمولونها .. ونظن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن المؤثرين في هذا الطابور الخامس يعرفون حقيقة مواقفهم المشبوهة ضد خصومهم

إننا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، التي تطالب كافة الأطراف المعنية بمشهدنا الصحفي الوطني بضرورة فتح الحوار حول ما تقوم به الأطراف الرسمية والمنتخبة المكلفة بالاجتهاد واقتراح الحلول للمشاكل التي تواجه المهنيين في الممارسة المهنية اليومية، وانسجاما مع مطالبنا في تجاوز هذا الصمت المريب اتجاه أزمة الصحافة والإعلام، نجدد مطالبنا التي لا يزال المسؤولون عن الوزارة الوصية والنقابات المعنية بالإصلاح يرفضون الحوار حولها، وأن طريق إنقاذنا من العبثية والتفاهة وكل الأمراض التي نحاربها لن يتحقق إلا بتغيير الوضعية ونهج طرق الحوار والمساءلة للجهات التي تتحمل هذه الأزمة

إن مفاتح الأزمة وطي الصفحة وتقوية الشعور بالأمل في المستقبل، الذي يجب أن يكون عليه إعلامنا الرقمي والمكتوب ..  خصوصا، في التعديل الحكومي المقبل، لن يكون إلا بالكفاءات الجديدة المؤهلة للقيام بالإصلاحات الجذرية، التي تضمن حقوق المهنيين وتوفر أجواء الحماس والجرأة في تطوير المشهد الصحفي للقيام بواجباته الإخبارية والنقدية والتنويرية والمحاسباتية ..  ولنا في من سيتولون هذه المعركة المفتوحة الأمل الذي يشعر به كل المهنيين حتى الذين نختلف معهم في الرؤيا والميادئ       

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق