أخبارمتفرقات

عزيزي الدستور …!

دستور

ABDELLAH AZZOUZI

عبد اللـه عزوزي

عزيزي الدستور …   

أتقدم إليك بمقالي الافتتاحي هذا باعتبارك المرجع الأسمى لنا جميعا كمغاربة، وباعتبارنا قد أجمعنا على مبايعتك يوم 01 يوليوز من سنة 2011، وقد تفرسنا في جبينك الخير الكثير والأمل الكبير، وقد اعتبرناك أول خطوة لمجتمعنا على درب النهضة و التقدم، وبوصلتنا التي ستأخذنا في اتجاه نادي البلدان الصاعدة، وضربة أخيرة، و قاضية، على الفساد ونهب المال العام، وإجهاض حلم الكرامة، وتعطيل عجلة التنمية والاستخفاف بالمسؤولية، والاكتفاء بتحملها من أجل “البرستيج” والاغتناء الغير الشرعي، ونسج أخطوبوطات انتخابوية ترفع من حظوظ الفوز، ومن ثم البقاء على خط تماس مع المال العام والامتيازات الغير المشروعة.

لقد وجدت في بندك المتعلق “بربط المسؤولية بالمحاسبة” بلسما لكل الجروح التي أثخنت جسد هذا الوطن والتي سببت له عاهات وأمراض مزمنة، لا أقلها فقر الدم و الإعاقة والتخبط والفوضى والهجرة والتهجير والمزيد من التبعية الاقتصادية و ارتفاع حجم المديونية، مما أدى إلى اتساع المسافة التي تفصل بيننا وبين أمم نفوقها بمواردنا الطبيعية وثرواتنا المعدنية بشكل يومي حتى أوشكت أن تصل إلى مسافة قرن.

عزيزي الدستور…

هاهي المجالس البلدية تستعد إلى تغيير جلدها أسوة بالأفاعي التي تعرف لماذا و كيف ومتي تغير جلدها، فتنسل براقة وملساء و كأنها ولدت من جديد .. هاهي تخاطب المحطات الانتخابية بقولها ” إن عدت، عدنا”، وتستعد لتوظيف حنكتها في وأد التنمية من أجل العودة للتدبير من النافذة الخلفية للجماعة بعدما غادرتها في آخر يوم من ولايتها، وفي رصيدها ميزانيات بمئات الملايين وفاتورات تحتاج إلى عملية شفط الذهون، لكن لم يجد من يفعل لها ذلك…

عزيزي الدستور …

هل يمكن أن ينصرف ممثلو الساكنة من مهامهم الانتدابية بعد مضي ست سنوات على تحملهم المسؤولية في الذود عن مصالح الدواوير والأحياء، والتي أصبحت شبه ميتة تحت وطأة الإقصاء والتهميش، دون محاسبة ..؟ ماحصيلة ستة أعوام من الدورات العادية والاستثنائية وإعادة برمجة الفائض ..؟ أين ذهبت ملايين الدراهم التي وفرتها مختلف الصنادق الذاتية والتضامنية والمخصصة لإعادة الهيكلة أو التأهيل ..؟

عزيزي الدستور …

لا أحسب أنه ليست لك عيونا ترى بها ما يدور حولك من خروقات والغبار المنبعث من الأزقة والطرقات، أو أنفا حساسا تستنشق به الروائح الكريهة للفساد والأزبال، فماذا عساني أفعل هل تحتاج مساعدتي أم أحتاج مساعدتك ..؟ أنا لا أدري، ولك واسع النظر في مرافعتي.

دمت عاليا ووطنيا، و طاب مقامك فوق رؤوسنا و رفوف محاكمنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق