جماعات و جهات

حملات انتخابية صاخبة ببرامج تنموية باهتة ..!

BEN ABDELLAH

كما كنا نتوقع في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، تجري الحملة الانتخابية لاستحقاق 04 شتنبر 2015، في طقوس احتفالية أقرب إلى المهرجانات الموسمية منها إلى الحملات الانتخابية السياسية التقليدية، فمعظم المشاركين من الأحزاب التي تتنافس على الجماعات والجهات تراهن على مدى امتلاكها القدرة على (السبان .. تعمار الشوارج وغسيل الصابون) بدل مواجهة الخصوم بضعف برامجهم وتصوراتهم ونماذج تدبيرهم للجماعات أوالجهات، ناهيك عن استخدام الثقافة القبلية والحزبية التي انتهت صلاحية استخدامها لتلميع (كمامرهم) وعدم استعمال الوسائط والآليات الأكثر تطورا وتأثيرا على ذهنية الجمهور، وعدم تطور منهجية العمل والحوار التي توجهها، أوتلك التي اعتادت عليها مع الناخبين في جميع المحطات الانتخابية، حيث لوحظ تواضع التواصل والحوار في العلاقات مع الناخبين، اللهم ما راكمه الناخبون المتحكمون في دوائرهم الانتخابية التي أصبحوا معمرين فيها بالاعتماد على وسائط الضغط المادي حتى تظل دوائرهم آمنة ونجاحهم مؤكد في جميع الانتخابات، وتبين من نزول جميع الأحزاب أن الكفة تميل لصالح من حضر نفسه قبل موعد الانتخابات، عبر ما يقدمه للقاعدة الناخبة في دائرته من مساعدات وإعانات وخدمات، أما الوافدون الجدد على هذه الدوائر فحظوظهم ضئيلة بحكم هذه الوصاية القبلية على هذه الدوائر، خاصة رؤساء الجماعات والبرلمانيين.

إننا في النقابة المستقلة للصحفيين المغاربة، نعرف بقوة مفعول التأثير المادي الذي تستغل فيه ظواهر الفقر والإقصاء والهشاشة والبطالة والأمراض، حيث يكون الناخبون مضطرون إلى التصويت على من يساعدهم على مواجهة هذه الضغوط المادية حتى وإن كان لا يستحق ذلك، أوليست له الشرعية التي تؤهله لهذه التزكية الانتخابية، التي يجب أن يحصل عليها من خلال صدقية برنامجه الانتخابي وسلوكه اليومي ومؤهلاته السياسية والحزب السياسي الذي ينمتي إليه.

وما لم نلاحظه في الحملة الانتخابية لهذا الاستحقاق الانتخابي هو أن مساندو الأحزاب المشاركة يوزعون القصاصات ولا يحاورون المواطنين، ناهيك عن غياب وكلاء اللوائح وباقي مرشحيها، حتى أن البعض استعان بالأجواق الموسيقية للترويج لبرنامجه الانتخابي في الشوارع والأسواق، وبخصوص توزيع المنشورات، فأغلب الأحزاب المتنافسة اعتمدت على الأطفال القاصرين، دون أن تكلف نفسها الاتصال المباشر والحوار مع المواطنين، وكأن وصول الأوراق الانتخابية إلى أيدي المواطنين، أورميها في قارعة الطريق سيمنح لها المصداقية والثقة، ناهيك عن عجز الجميع في التعريف بالبرنامج الانتخابي .. كما أن جميع المرشحين السابقين غير مستعدين لمحاورة المواطنين، حول غيابهم وتقصيرهم في التعاطي مع المشاكل المطروحة في دوائرهم التي لا يزورونها إلا بمناسبة الانتخابات، والتجول في الحملة الانتخابية التي لا يتوقع أن يرتفع وطيسها خلال ما تبقى من مدتها، كما الحرص على الحضور الفلكلوري للزعماء السياسيين لتسخين أجواء الحملة وإبراز مواهبهم في التهريج وضرب (البندير والطعريجة)، في محاولة لاستمالة الناخبين، ودغدغة مشاعرهم لكسب أصواتهم الانتخابية، والمبالغة في تشويه صور خصومهم إلى درجة الاتهام بالتخوين والفساد والمتاجرة في المحظورات، كما فعل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية مع خصومه من حزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال، بدل عرض البرامج وشرحها للمواطنين.

سنكون في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، كباقي المواطنين المغاربة الذين سجلوا برودة هذه الحملة الانتخابية، وسلبية المتدخلين فيها، الذين اعتبروها مناسبة احتفالية عابرة فقط.

ختاما، لن نعود إلى تكرار ما قلناه عن مساوئ الحملة الانتخابية التي لم تخرج عن زلاتها وهفواتها وسلبياتها التي تعكس ضعف الأحزاب وسوء تواصلها مع المواطنين، وتخلف ثقافتها السياسية والانتخابية .. ونهمس في آذان الجميع لحثهم على ضرورة الاجتهاد في تغيير نمط التواصل الجماهيري وتحديث الثقافة الحزبية وإعادة النظر في ماهية التحضير لأي محطة انتخابية مستقبلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق