نافذة على الثقافة و الفن

رسالة إلى سميرة بن سعيد .. !

SAMIRA BEN SAID

لقد استطاعت نجمة الغناء اللامعة بالقاهرة، المغربية سميرة بن سعيد، في وقت سابق تكذيب كل الشائعات ومقالات النقد التي مست حياتها الشخصية على العموم والفنية على الخصوص، بل وصل بها الأمر آنذاك إلى تصوير شريط فيديو كليب لأغنية ” كل دي إشاعات ” حتى ترد على كل من يسبح ضد تيار اختياراتها، لكنها لحد الآن لم تجد مبررا واحدا تقنع به أولائك الذين عابوا عليها انسلاخها من لهجتها المغربية في كل المحافل الإعلامية التي تعقدها، حتى أصبح الجمهور العربي وحتى بعض المغاربة الذين يجهلون أصول الفنانة سميرة المغربية، يحسبونها مطربة مصرية، نتيجة إصرارها الدؤوب على عدم التحدث بلهجتها المغربية، وتقديم نفسها كفنانة مغربية حالفها النجاح في الديار المصرية .. !

نقول هذا لأننا نعي جيدا الدور الخطير الذي قد يلعبه الفنان في التعريف بفن بلده، ففي الوقت الذي نجد فيه استقطاب دول الخليج لكبار الفنانين، للغناء باللهجة الخليجية دعما لفنهم وبحثا عن مساحات إضافية للانتشار، نجد فنانتنا ذات الشهرة العربية لا تبذل جهدا يذكر في التعريف بفن وطنها، وهو الوطن الذي صقل موهبتها و … و بالمقارنة، نجد عمالقة الغناء العربي قد غنوا بلهجات مختلفة، كوليد توفيق وماجدة الرومي والسيدة فيروز، ولكنهم إذا أجري معهم لقاء متلفز نجدهم أشد وفاء للهجة بلدهم، ويسعون بكل الطرق إلى استثمار اللقاءات الإعلامية للتعريف بفنون بلدهم والاعتزاز بالانتماء إلى دائرة هذا الفن، وهو الأمر الذي نفتقده في “سميرتنا” في لقاءاتها مع القنوات الفضائية، إذ تتحدث باللهجة المصرية عن أغانيها، عن ملابسها، وعن كل شيء يهمها ويهم حياتها الشخصية والفنية .. دونما إشارة ولو من بعيد إلى فن بلدها المغرب.

إذن .. إن لم يتحمل الفنان المغربي مسؤولية نشر فن بلده، فمن يا ترى سيقوم بهذه المهمة ..؟! والى متى سنبقى نختبئ وراء المقولة المهترئة ” أن اللهجة المغربية غير مفهومة ” – وهنا نستغل الظرف لنقول ليس العيب في اللهجة المغربية، بل العيب كل العيب في سفراء أغنيتنا الذين يتنكرون لفن بلدهم ولهجته الوطنية ولا يملكون الأدوات التي تمكنهم من التعريف بفن البلد -.

لذا، فالفنان وحده هو الذي يستطيع جعل الجمهور يعتاد على لسان بلده، ونظن أن اللهجة المغربية ليست بالتعقيد الذي ينعدم معه التواصل، مقارنة باللهجة اللبنانية أو السورية أو غيرها.

ونحن كجمهور أحب سميرة، نتمنى أن تعي رسالتها الفنية قبل فوات الأوان، وتحرك موروثها المغربي الذي لازال يسكن أعماقها وأن تحمله معها، حتى ينتشر كما انتشرت أغنياتها .. فمرة أخرى نلتمس من سميرة أن تعي أن هذا عتاب لتعمل على تكريس مغربيتها، وتخصص لها مساحة محترمة في رحابة انتشارها الفني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق