أخبارمجتمع

ارحموا أرامل الشهداء .. قدماء المحاربين .. أسرى حرب الصحراء المغربية وارحموا معنويات قواتنا المسلحة

مراسلة خاصة

هذا اليوم الذي يصادف ذكرى عيد الشهيد، توافدت على مدينة الرباط ممثلين عن أسر وأرامل الشهداء للاحتجاج أمام رئاسة أركان الحرب العامة، على سوء الأوضاع الاجتماعية للفئة وللتهميش المتعمد الذي طال هذه الشريحة، وكذا حرمان أبناء الشهداء من الحق في الشغل، رغم كل ما تبذله الكثير من الجهات العسكرية  من أجل تنزيل قانون 25 في المائة لمكفولي الأمة .. لكن، الذين يقفون في وجه أبناء الشهداء منذ القديم، لازالت لهم اليد الطولى لحد الآن في هياكل الدولة

فئة وصلت إلى السبعينات والثمانينات من العمر، لها الحق في أن ترتاح، بدل أن تضطر للاحتجاج في شوارع الرباط، ويتم جرها ودفعها بشكل مهين من طرف أجهزة أمن تلقت أوامر بإخلاء الشارع العام .. ذلك الشارع العام هو الآن مؤمن بفضل تضحيات أولائك المحاربين والشهداء والأسرى .. وتلك، النياشين التي على صدور رجال الدولة الآن هي بفضل تضحيات أولائك الرجال والنساء في فترة السبعينات والثمانينات، الذين يفترض أن يحصلوا على حقوقهم بشكل عادل، كما يحصل في كل دول العالم، سواء المتقدمة أو المتخلفة .. كل دول العالم، منذ القدم تعتني بمحاربيها ويتامى الجيش، لأنها تعلم جيدا ماذا تعني لعنة دماء الشهداء

المحزن المبكي، هو أن عددهم يتناقص كل سنة بفعل المرض والوفاة، مما يعطي إشارة إنذار كبرى، وهي أننا إن لم نكرم هذه الفئة الآن وبشكل عاجل، فقد تأتى علينا سنين قد تقرر الدولة تعويضهم .. لكن، لن تجد منهم أحدا .. على الدولة، أن تعلم بان ذلك المحارب القديم، وتلك الأرملة، و ذلك الأسير ليس عبئا اقتصاديا على الدولة، بل هو فرصة  تحلم بها الكثير من دول العالم من أجل رفع معنويات قواتها المسلحة، وتعزيز مقدراتها النفسية .. وذلك، عبر القول، بأن كل من سيذهب للحرب مع وطنه، فإن أبنائه وأسرته ستكون في أيدي أمينة، وأنه سواء أسر أو جرح أو كبر في السن، فان الدولة لاتنسى أبناءها البررة

  إن لدى المغرب فرصة ذهبية لكي يتحرك، لأننا يجب أن نعد الأسس المعنوية لأي حرب مقبلة، قد يدخلها المغرب، ماذا سنقول للأجيال المقبلة من المدنيين والعسكريين، وقد سجل التاريخ على المغرب بأنه حرم أسر الشهداء من حقوقهم، ومنع أبناءهم من العمل في القطاع العام، ولاحقهم بالتقارير الكيدية والتحقيقات التافهة، بل أصبحت صفة مكفول أمة تعني في المغرب صفة شخص غير مرغوب فيه ..  محكوم عليه إما أن يبقى في الهامش أو  يغادر الوطن

يجب أخذ العبرة من الذين تحملوا مسؤولية الملف في السابق، ماذا استفادوا من حرمان هذه الفئة من حقوقها، وماذا استفاد الوطن أصلا من هذا السلوك المشين، الذي انتهجه المسؤولون السابقون عن ملف الشهداء، والكل يعلم مصير أولائك المسؤولين الآن، لأن لهذا الملف طاقته السلبية الهائلة، فهو محمل بكثير من الدم والدموع والآلام، وليس صدفة أن كل القادة العسكريين في كل دول العالم ترعى يتامى الجيش، سواء المتخلفة أو المتقدمة، فخيانة دم الشهيد لها ثمنها في الدنيا وأثمان في الآخرة، أي أن من  يتخلله غرور أمني أو غرور بمنصب فهو واهم .. وفي التاريخ الكثير من الأمثلة والعبر، فلا يوجد أي شخص مهما بلغت رتبته قادر على هزيمة الدم الذي يراق من أجل الوطن

حاصل القول، هو أن الميزانيات الاجتماعية في الجيش هائلة، والطاقات والموارد البشرية موجودة، هناك فقط نوع من العناد، أي هناك من هو مستعد أن تخسر الدولة 100 درهم من أجل أن لا يحصل المحارب القديم أو الأرملة على درهم واحد، إنه عناد يؤدي الوطن ثمنه من سمعته ومعنويات قواته، ومن ميزانيات كبرى يتم رصدها كل سنة بدون أي نتائج ملموسة

 نتمنى، أن يرجع المسؤولون إلى رشدهم، وأن يفهموا بأن لا أحد سيستفيد من هذا الظلم، وأن استمرار هذا العبث هو إضرار بالوطن، لأنها في النهاية لعبة خاسر خاسر

 ملاحظة جانبية

في وقفة هذا اليوم أمام أركان الحرب العامة، لاحظ الحاضرون ولأول مرة  بأن أحد أفراد الأجهزة الأمنية، وكان يلبس سترة جاكيت حمراء، ويحمل في يده مكبر صوت يضحك ويبتسم على  الأرامل باستهزاء وعدم مسؤولية، ومن المفروض وكما نعلم، هو أن الأجهزة الأمنية في موقف كهذا يفترض فيها بعث أناس ناضجين، فالموقف كان ليس للضحك، لأنه مصاب وأمر جلل  نزل من ذمتنا وتعلق بذمتهم، والمكان كذلك ليس مكان للتهكم والضحك، لأنه رئاسة أركان الحرب العامة، و أولائك اليتامى والأرامل كانوا في ملاذهم وتحت حماية الراية، ومن المفروض أن ذلك الموظف  بعث هناك لكي يغطي الحدث بمهنية، ليس أن يتهكم  ويتبسم ويجب أن لا نسمح لمثل هذه النماذج أن تلطخ سمعة أجهزة أمنية محترفة لها قامتها ورمزيتها، ولها رجالها الأوفياء

والحمد للـه رب العالمين  

الجمعية الوطنية لأبناء الشهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق