
أرقام الأمية والبطالة تسائل مؤتمر المرأة الاستقلالية باليوسفية
ذ. يوسف الإدريـــــسي
في مشهد يبعث على الكثير من التساؤلات، عقدت منظمة المرأة الاستقلالية بإقليم اليوسفية مؤتمرها التأسيسي بحضور شخصيات وازنة في حزب علال الفاسي، على رأسها خديجة الزومي رئيسة المنظمة والنائب البرلماني حسن البيهي، إلى جانب عدد من الفاعلين السياسيين والمنتخبين بالإقليم
قبل انطلاق المؤتمر، ارتفعت أصوات النساء الحاضرات مرددات بحماسة زائدة مقتطفات من شعار الحزب؛ (إلى الأمام تقدموا بني البلاد … نبعث فخار قومنا بالاجتهاد)
غير أن الأرقام الرسمية الصادرة عن التقرير الإحصائي لسنة 2024 تقف شاهدة على مفارقة صارخة بين الشعار المرفوع والواقع المعيش .. إذ، تبلغ نسبة الأمية في صفوف النساء بالإقليم 42,3%، في حين تصل نسبة البطالة في صفوف العنصر النسوي إلى 36%
فأي (اجتهاد) هذا الذي يراد بعث الفخار والعزة والتباهي، في ظل واقع تجهله كثير من النساء بفعل الإقصاء والتهميش والتعتيم!..
وكيف يعقد مؤتمر باسم المرأة الحمرية المهمشة دون أن يكون محور النقاش؛ ماذا قدم هذا الحزب للعنصر النسوي باليوسفية .. خاصة، وأن حزب الميزان تقلد مسؤوليات انتخابية عديدة، على امتداد سنوات، في مختلف جماعات الإقليم، كما له نائب برلماني، وإن كان بين الفينة والأخرى يستحضر معاناة الإقليم في أسئلته الشفوية والكتابية، دون أن يكون لذلك وقع على المستوى الميداني
ما نحتاجه اليوم بإقليم اليوسفية هو أن تنتقل مثل هذه اللقاءات من كونها مناسبات حزبية للتلميع والدعاية الاستباقية، إلى منابر حقيقية للمساءلة والمرافعة ورسم سياسات تخرج نساء اليوسفية من واقع الأمية والبطالة إلى أفق الكرامة والتمكين
وهذا تحديدا هو دور الأحزاب التي يجب أن تواكب مطالب وتطلعات المواطنين الراهنية، وليس تكثيف الأنشطة فقط في الأشهر التي تسبق موعد الانتخابات