كلمة النقابة

صحراؤنا مغربية حتى وإن تجاهلها السويديون لصالح الانفصاليين ..!

لم يعد يخيفنا كمغاربة ما أصبحت عليه المواقف المهزوزة لبعض الدول اتجاه مصالحنا الوطنية التي لا يجب أن تكون موضوعا للمساومة والتشكيك من قبلنا اتجاه هذه الدول التي خسرت سمعتها في قضية يوجد عليها إجماع وطني صلب وقوي لن يتأثر بهذه التحولات في العلاقات الخارجية التي برهنت فيها هذه الدول على ضعف وعيها بمنظومة حقوق الإنسان والشعوب .. فما نحتاج إليه في الوطن لمواجهة هذا الانحياز السافر للسويد لأطروحة الانفصال والدولة الوهمية في صحرائنا هو استمرار أجواء التعبئة واليقظة والصمود لمواجهة كل المناورات التي لن تتوقف إلا على صلابة إجماعنا الوطني الرافض لأي محاولة لتبخيس صلابة قناعاتنا الوطنية في عدالة قضية وحدتنا الترابية، ومغربية صحرائنا.

لن نطالب في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، إلا باندماج صحرائنا في نسيجنا الوطني والإسراع بتنمية أوضاع سكانها في جميع المجالات، وجعلها قاطرة للتنمية الوطنية في ظل هذه الجهوية الموسعة المتقدمة، وحسن استثمار ثقة المغاربة فيها بانتمائهم الوطني واندماجهم في حظيرته في كل الاستحقاقات، كما عبروا عنها في الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة .. ولن يخامرنا الشك في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة في قدرات الوطن على تحطيم جميع المناورات التي يلوح بها الانفصاليون ومن يدعمهم في المنطقة وفي خارجها بما فيهم الاشتراكيين الديمقراطيين في السويد وفي الاتحاد الأوربي، الذين يراهنون على تغيير مسلسل مناقشة القضية على الصعيد الأممي، والضغط في اتجاه خلخلة مواقف بعض الدول التي تثمن مقترح الوطن في الحكم الذاتي، ومسلسل التفاوض على أساس الحل السياسي الذي يتوافق مع المقترح الوطني، وما على أحزاب يسارنا في الأممية الاشتراكية إلا التحرك لاستعادة موقف الأحزاب الأوربية الاشتراكية اتجاه قضية الوحدة الترابية، ولا نرى في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، إلا أن تغير الموقف السويدي الذي لم يتبلور لحد الآن إلى قرار إلا فرصة ثمينة لأحزابنا الاشتراكية المغربية لإبراز مدى وفائها للإجماع الوطني ورفضها لأي تغيير في المواقف الدولية، سواء في أوربا أو في الأممية الاشتراكية نفسها.

نحن نقدر عاليا الجهود التي بذلت من أجل قضية الوحدة الترابية حتى الآن، ونعرف حجم ما يتطلبه الصمود والمواجهة في هذه المنطقة الجنوبية من الوطن، وحتى تظل هذه الروح الوطنية حية يجب بالضرورة أن تظل التعبئة واليقظة حولها في مستوى تحدياتها من قبل الجميع، خصوصا القوى المجتمعية الحزبية والنقابية والمدنية المعنية قبل غيرها بتعزيز الروح الوطنية عبر الوظائف التأطيرية والنضالية المسؤولة عنها، وأن لاتتأخر في برمجة الأنشطة والمنتديات للتعريف بحقوقنا في هذه القضية الوطنية، سيما في هذه الظرفية التي تبخرت فيها المصداقية والشرعية في المواقف والعلاقات الدولية التي أصبحت تتحكم فيها المصالح الجيوستراتجية والمنافع المادية، وأصبح فيها ميزان القوى لصالح من يعبثون باستقلال وأمن الدول والشعوب، لذلك يجب أن لا تتأخر هذه القوى المجتمعية في التحرك لاحتواء هذه المناورات التي تحاك ضد وحدتنا الترابية والمحافظة على أجواء التعبئة واليقظة لمواجهة كل ما من شأنه أن يهدد شرعية مصالحنا في صحرائنا المغربية المسترجعة.

إن قضية صحرائنا المغربية تتطلب منا الهجوم بدل الدفاع عن شرعية وعدالة موقفنا، ولن نشعر بالأمن إلا حينما نكون على استعداد لمواجهة كل المناورات والمخططات التي تحاك ضدنا، وهذا لن يتأتى بالحضور القوي للدولة وحدها، بل بتعبئة كل القوى والطاقات المجتمعية التي يمكن الاستفادة منها في هذه المواجهة المصيرية التي يتوقف عليها حاضر ومستقبل الوطن، والتي هي المعنية جميعها بتأطير وتأهيل وتعبئة المجتمع في الأزمات والطوارئ والقضايا الكبرى .. فهل من تحرك حقيقي لهذه المنظمات والهيئات للحيلولة دون نجاح المخطط الهيمني والانفصالي المناوئ لإجماعنا الوطني في قضية الوحدة الترابية ..؟ وهل من برامج تعبوية في هذا الإطار، من أجل ممارسة المواجهة المضادة لخصومنا المراهنين على تراجع وهشاشة القناعة الوطنية اتجاه هذه القضية التي لا يزال الحسم فيها مرهونا باعتراف خصومنا بعدالة موقفنا الوطني وبقوة مقترحنا في الحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية ..؟

نتمنى أن نغلق الباب نهائيا في هذه القضية التي تعتبر منتهية بالنسبة إلينا بعد تحرير صحرائنا من الاستعمار وانخراطها في مسلسل التنمية والدمقرطة كغيرها من جهات المغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق