في لحظة حزينة تضرب شغاف المهنيين والمحبين للفن المغربي، رحل عن عالمنا الفنان الكبير عبد القادر مطاع، الذي كان رمزا حيا للكوميديا والدراما التي أضحكت وأثرت في أجيال من المغاربة .. اليوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، يمكن القول بأن ورقة أخرى من شجرة الفن المغربي الوارفة قد سقطت، مخلفة فراغا لا يملأه أحد، بعد صراع طويل مع المرض

ولد مطاع في الدار البيضاء، وبدأ رحلته الفنية في ستينيات القرن الماضي مع المسرح، حيث أبهر الجمهور في مسرحية “الصحافة المزورة”، ثم امتد إبداعه إلى الإذاعة والتلفزيون والسينما .. اشتهر بأدوار خالدة جعلته أيقونة، مثل الطاهر بلفرياط في مسلسل “خمسة وخميس” الذي أصبح كلاسيكية كوميدية، ودور العميد في “أدوار الزمان”، بالإضافة إلى “ميستر ميلود”، “أمجاد محمد الثالث”، و”سيدي عبد الرحمن المجدوب”، حيث جسد شخصيات تاريخية عميقة

في السينما، برز المرحوم مطاع في فيلم “وشمة” الذي فاز بجائزة في مهرجان قرطاج عام 1970، كان مطاع أكثر من ممثل؛ كان معلما للأجيال الجديدة، يدعم الشباب الفنانين رغم معاناته الصحية، ويحافظ على تراث الفن المغربي الأصيل

بقلب مثقل بالحزن، نعلن رحيل رجل بنى جسورا بين الضحك والتأمل، وترك إرثا فنيا يفوق الزمن .. في زمن يحتاج فيه الفن إلى رموز مثل مطاع، يذكرنا رحيله بضرورة الحفاظ على التراث الثقافي المغربي .. رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح الجنان، ونرجو أن يلهم الله أهله وعائلة الفن الصبر والسلوان

وإنا للـه وإنا إليه راجعون