

أيها الزملاء .. أيها المراسلون والمصورون والصحفيون القديرون، لا يمكن أن نغفل الدور المحوري الذي تلعبه مهنة الصحافة في المجتمع، فهي ليست مجرد مهنة لإيصال الأخبار، بل هي رسالة ومهمة إنسانية وأخلاقية ومهنية في آن واحد .. الصحافة هي العين التي تراقب وتحلل .. هي الصوت الذي ينقل الحقيقة والصوت الحر الذي يمثل صوت الناس ومطالبهم في وجه كل أشكال الظلم والتراجع
عندما نسمع اليوم عن أن المهنة تمر بأوقات عصيبة، وأنها تتعرض لعمليات تقويض حقيقية، فليس أمامنا إلا الوقوف صفا واحدا للدفاع عنها، وعدم تركها تذبح أمام سكوننا وصمتنا
أيها الزملاء، تعتبر الصحافة وسيطا حيويا بين أفراد المجتمع والجهات المسؤولة، فهي ترفع من وعي المجتمع، وتسلط الضوء على مكامن الخلل والتحديات التي تواجه الدول، كما تعزز من نضج الرأي العام بالاطلاع المستمر على المستجدات الوطنية والعالمية
من خلال الصحافة يتم تمكين المواطنين من طرح قضاياهم والمطالبة بحقوقهم، مما يدعم المسارات الديمقراطية ويحث على العدالة الاجتماعية .. الصحافة تنمي التكافل المجتمعي، فبواسطتها تتوحد أصوات الناس ويعزز الوعي بالقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تحتاج إلى تدخل عاجل ومحاسبة
الصحافة ليست وظيفة بسيطة، بل مهنة تجر أعباء كبيرة على كاهل المراسلين والمصورين الصحفيين، الذين غالبا ما يعملون بظروف صعبة، أجور ضئيلة، وضغوط متزايدة، بينما يتوقع منهم تقديم محتوى موثوقا ومتوازنا يعكس الحقيقة بكل أبعادها
الصحافة بين التحديات والسلب المتزايد اليوم، هناك تحديات جسيمة تواجه الصحافة، منها قمع أصوات الصحفيين، التضييق على الحريات الصحفية، التهديدات الأمنية والملاحقات القانونية، إضافة إلى العزلة المهنية أحيانا وضعف الدعم المادي والمعنوي
فليكن صمتنا مرفوضا، ولتكن أصواتنا مجتمعة عالية في وجه كل من يريد أن يذبح إعلامنا الحر .. هذه دعوة إلى العمل الجماعي واليقظة في خضم هذا الواقع الصعب، يجب أن نحمل أنفسنا مسؤولية حماية مهنة الصحافة والدفاع عن أصواتنا وزملائنا .. ينبغي أن نعمل على توحيد الجهود الإعلامية، والوقوف معا لمنع أي محاولة لتقويض استقلاليتها
علينا نحن خدام مهنة المتاعب تعزيز المهنية، والتمسك بالأخلاق الصحفية، والعمل الدؤوب على كشف الحقائق مهما كان الثمن، لأن دورنا لا يقف فقط عند نقل الأخبار، بل يتعداه إلى بناء روح المقاومة الإعلامية التي ترفض الانكسار .. الصحافة بحاجة إلى أصواتنا الحية، لتمضي قدما في كشف الحقيقة وتعزيز العدالة والشفافية
أيها الزملاء، لا تكونوا شهود صمت على ذبح مهنة تناضل من أجل الحق والعدالة .. فالصحافة الحقة ليست مجرد مهنة، بل هي حرس المجتمع ودرع الأجيال القادمة .. فلا تتركوا المهنة تتلاشى أمام جدران الصمت، ولا تنكسروا أمام العواصف، بل كونوا السد المنيع الذي يحمي حرية التعبير وكرامة الكلمة




