أخبارمنبر حر

لماذا يدفع البسطاء وحدهم ثمن الزلازل والفيضانات .. وأي ثمن مقابل الحياة ..؟!

ذ. يوسف الإدريــــسي

عندما اهتزت الأرض بقوة مخلفة زلزال الحوز وتارودانت وشيشاوة، كان الضحايا في غالبيتهم من البسطاء، وكان البؤساء الكادحون وحدهم تحت أنقاض منازل هشة في تلك المناطق وغيرها، دون أن نسمع عن خسائر في صفوف الطبقة الميسورة أو أصحاب النفوذ

وعندما اجتاحت الفيضانات مدينة اليوسفية التي أودت بحياة البوعزيزي وابنته سناء .. وحين غمرت مياه الأمطار مدينة أسفي، لم تتناقل الأخبار وقتها سوى وفاة أسماء تجار بسطاء داخل أسواق باب الشعبة بالمدينة العتيقة، مثل غزلان وعثمان وسي عبد القادر وغيرهم، بينما غاب الحديث عن ضحايا من علية القوم بالمدينة نفسها

فهل أصبحت الكوارث الطبيعية انتقائية إلى هذا الحد ..؟!

أم إن الزلازل والفيضانات هي الاخرى ضحية كونها لا تستهدف أحدا بعينه، بل تكشف فقط عمق الفوارق الاجتماعية، وتفضح واقع الهشاشة التي يعيشها البسطاء مقابل الحماية غير المعلنة التي تحيط بالفئات الميسورة ..؟!

أو ربما خلف هذه المآسي حكاية أخرى عنوانها غياب العدالة المجالية وسوء التخطيط والإهمال المزمن!  ..؟

كل شيء ممكن، غير أنه لا يقودنا ذلك إلى اتهام الطبيعة بالانتقائية، بقدر ما يفضح انتقائية المسؤولين وانتقائية الواقع الاجتماعي الذي نعيش فيه

الزلزل حتما لا يختار ضحاياه، ولا الفيضان يميز بين اسم واسم، لكن ما يفعل ذلك حقا هو الهشاشة في السكن، هو العبث في التسيير والتخطيط، في شروط العيش، وفي موقع الإنسان داخل سلم النفوذ والامتياز

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق