أحداث دوليةأخبار

العالمين العربي والإسلامي وتحديات الإرهاب والعولمة الغربية المتوحشة

الإرهاب

لم يعد خاف على أحد اليوم ما يعشه العالمين الإسلامي والعربي من فتنة طائفية وحركات سياسية وفوضى خلاقة، بعد أن تم اجتياح استقلال ووحدة معظم دولها من قبل العصابات الإرهابية والمافيوزية والاحتكارية، وفقدت شعوبها أمنها واستقرارها السلمي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، حيث أصبح واقع الحال يندر بأبشع الكوارث التي تغير من هوية وخصوصية ما كان عليه من قبل، بعد أن دخلت الأطراف المتحاربة العد العكسي لفرض شروطها وهيمنتها وتنفيذ مخطط الهيمنة الرأسمالية الجديدة في المنطقة، عبر تأجيج هذه الفوضى والصراعات المذهبية الطائفية والطبقية بين شعوبها والأنظمة التي تحكمها حتى الآن.

ستواجهنا في جريدة المستقلة بريس الإلكترونية الأجوبة التبريرية الجاهزة، من أن الإرهاب هو تحدي داخلي يعود إلى الصراع القيمي والمذهبي بين مكونات المجتمعات العربية والإسلامية التي فشلت في دمقرطة أوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومن أن الفوضى الخلاقة في المنطقة والدمار والصراعات السياسية القائمة لا يمكن تجاوزها إلا عبر هذه الأطراف الفاعلة في المنطقة، مما يؤكد صحة العنوان الذي خصصناه لهذا المقال، ويؤكد من جهة أخرى، على أن عالمينا العربي والإسلامي مستهدفين منذ نهاية الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي سابقا، ودول غرب أوربا وشمال أمريكا بقيادة الولايات المتحدة التي تبحث عن حماية دويلة إسرائيل من جهة أخرى .. فالإرهاب الديني الذي يستهدف التيارات الإسلامية الوسطية والمسيحيين والعلمانيين والليبراليين لا يراد له أن يتوفق حتى وإن كانت الدول الغربية الرأسمالية متضررة من وجودها، وتتخوف من وصوله التدميري على أراضيها رغم ما تنفقه في دعم الحركات الإرهابية المقربة منها، والتي تقبل بمشروعها الهيمني في المنطقة، ويتضح أن تخريب دول الممانعة في المنطقة الرافضة للمشروع الهيمني الغربي، المتمثلة في العراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر يستهدف في الواقع استخدام هذا الإرهاب الديني الطائفي للضغط على كل شعوب العالمين الإسلامي والعربي للقبول بالخريطة السياسية والاقتصادية والثقافية المعدة سلفا لتجزئة المنطقة وفرض التشرذم والتفكك في العلاقات بين شعوبها.

تبقى الفوضى الخلاقة هي سقف المشروع الاستعماري الجديد الذي يتطلع إلى تأمين أمن إسرائيل والمصالح الجيوستراتيجية غربية في المنطقة، وهذا ما يؤكد على أن التحديات التي يواجهها العالمان الإسلامي والعربي لم تولد من فراغ، وإنما هي مخطط مدروس من الجهات الدولية التي تمتلك مصالح سياسية واقتصادية وثقافية تحتاج إلى هذا التدخل المتعدد الوسائط والأدوات، في أفق اجتياح المنطقة، وإذلال شعوبها ومسخ هويتها الثقافية والحضارية، والحيلولة دون اهتمامها بما يساعد على تطورها وتأمين استقلالها السياسي والاقتصادي عن الذين يقفون وراء هذا المخطط الهيمني الجديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق