كلمة النقابة

حتى نقزم أظافر الطابور الانتهازي في أحزابنا ونقاباتنا

مع تكرار فضائح من أصبحوا متخصصين في النصب من الانتهازيين المندسين في أحزابنا ونقاباتنا، لم تعد هناك بدائل أخرى للتعامل مع هذا الطابور الخامس الانتهازي، الذي لا يملك المؤهلات، سوى ثقافة الإفساد والتشكيك والنصب في المواقع التي يوجد فيها داخل الأحزاب والنقابات إلى الدرجة التي أضحى فيها وجوده مرادفا للفوضى والنقص والتأخر في الأداء .. ويستحيل أن يستقيم نشاط أي تنظيم حزبي أو نقابي في ظل وجوده المتعفن الذي لا يهمه حاضر ومستقبل التنظيم الذي ينتمي إليه.

لن نعود إلى ماقلناه عن السلوكات المنحرفة والعبثية الفاسدة التي يعيش عليها هذا الطابور الخامس، فكلما وجد يجب على هذه المنظمات أن تحتاط من تداعيات سلوكاته التي تضر بمصداقية سمعة هذه المنظمات .. فكم هي النماذج المجسدة لانحطاط هذه العناصر الانتهازية التي ساهمت في قتل وعرقلة إشعاع ونجاح المنظمات الفاعلة، سواء في المجال النقابي أو الحزبي .. ولنا في تجربتنا المغربية ما يترجم هذه النماذج التي عملت على وقف وتشويه المنظمات التي حظيت بتأييد ودعم السواد الأعظم من المغاربة حتى عهد قريب جدا.

إننا في جريدة المستقلة بريس، لا نتصرف في صياغة العنوان ومضمون هذه الفترة من وعي سلبي حاقد على هذه الفئة التي تمارس هذه السلوكات الانتهازية في الأحزاب والنقابات، فحبذا لو خرج من بين هذا النوع من السلوك الذي صنفنا أصحابه بالطابور الخامس، وتمكن من إقناعنا وإقناع القراء الكرام بوجاهة دفاعه، فهذا الصنف من النماذج البشرية المترجمة لهذه السلوكات الفاسدة لا يمكنه أن يكشف عن هويته أو يدافع عن هذه المرجعية في السلوك داخل المؤسسات أو خارجها، وله في نفس الوقت ما يمكنه من تشويه الآخرين ونسف جهودهم في المنظمات التي تجمعه مع المخلصين والنزهاء والملتزمين الذين يؤثر وجودهم على حماقاته وسلوكاته المنحرفة.

بالنظر لواقع أحزابنا ونقاباتنا المهترئ والغير الطبيعي، والمرتبك في أدائه التأطيري والنضالي، لانستطيع تبرئة هذا الصنف من المنتمين لهذه الأحزاب والنقابات الذي يترجم هذا السلوك الانتهازي.

يكفي أن نعيد أي أزمة تنظيمية أو خلاف أو صراع داخل هذه الأحزاب والنقابات إلى ما ينتج عن هذا الطابور الخامس، الذي لا يهمه الاستقرار والتطور في أداء هذه المنظمات بقدر ما يكون منشغلا بما يمكن أن يجنيه من سلوكاته المضرة بمصداقية وشرعية الإطار التنظيمي الحزبي والنقابي، ومن غير المنطقي للمهتم بالثقافة الحزبية والنقابية وبتاريخهما إغفال المعارك الجانبية التي يقف وراءها هذا الطابور عادة .. ولنا في البلقنة والتشرذم الذي شهدته جميع النقابات والأحزاب المغربية اليمينية واليسارية والتي يتقدم الانتهازيون الأطراف المتصارعة في حروبها التي تجد معظم الأحزاب والنقابات نفسها في مواجهة تداعياتها الكارثية.

توصلنا هذه المتابعة إلى أن أحزابنا ونقاباتنا مدعوة إلى الحذر واليقظة من سلوكات هذه الفئة الانتهازية التي تريد أن تتسلق المواقع في هرم المسؤوليات، دون أن تكون مؤهلة ومؤمنة وملتزمة بقيم ومبادئ وثقافة الأحزاب والنقابات التي تنخرط فيها لترجمة طموحاتها الشخصية الوصولية بامتياز .. ومن واجبنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة أن ننبه مسؤولي أحزابنا ونقاباتنا إلى ما يمكن أن يصدر عن هذه الحشرات البشرية الضارة التي تملك القدرة على التلغيم والتأزيم، ولا تتوفر في غالب الأحيان على القدرة على العطاء والنضال، وهذا ما يستدعي عدم التجاوب مع سلوكاتها المرضية المتعفنة التي تظهر عليها بسرعة .. والمثال الحي الذي عاشته النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة مؤخرا، والتي بحكم الوعي المسبق بنمط سلوك هذه المافيا الوصولية استطاعت النقابة أن تفضح سلوكات هذا النموذج قبل أن ينجح في ترجمة أحلامه الانتهازية، وهناك الأمثلة الكثيرة على ذلك في باقي المنظمات النقابية والحزبية الوطنية.

حتى نختم هذه الإطلالة على مسلكيات هذه الكائنات الوصولية، نقول لها وبصدق أن ما تخطط له في الكثير من المناسبات لا يتاح له النجاح، والأجدر لها أن تبحث لها عن مسلكيات أخرى إذا أرادت أن تستمر في المنظمات التي تفكر في الانضمام إليها مستقبلا، والتوقف عن الحماقات المنحرفة المفضوحة التي توضح حقيقة دعارتها وعمالتها النتنة رغم كل مواد التجميل التي تستعملها للتغطية على فضاعتها المكشوفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق