أخبارمتفرقات

هل حقق موسم طانطان السنوي ما كان منتظرا منه .. ؟

89

محمد وحي

بعد مرور 11 سنة على إعادة إحياء موسم طانطان بمبادرة من سفير النوايا الحسنة لدى منظمة اليونسكو، المستكشف الإسباني، كيتان مونوز، الذي أكد آنذاك في تصريح صحفي أن هذه التظاهرة تندرج كليا في إطار التراث الشفوي للإنسانية، وتتوافق وإستراتيجية اليونسكو التي تروم المحافظة على التراث غير المادي العالمي، يتساءل الرأي العام المحلي، هل حقق الموسم الذي انطلق بميزانية في حدود مليار و300 مليون سنتيم ما كان منتظرا منه ..؟ سؤال يطلب من المشرفين الحاليين على التنظيم، الذين لا علاقة لهم بالمنطقة ولا بتراثها ولا بثقافتها، مساءلة الذات عن الإنجازات التي حققها الموسم لفائدة الساكنة والمنطقة على حد سواء، خصوصا وأن الجميع بمدينة العبور كان يراهن على هذا الملتقى، بأن يشكل محركا اقتصاديا للإقليم وقاطرة للتنمية، تساهم في تحويل الجهة إلى قطب سياحي واقتصادي قادر على جلب استثمارات وطنية منها وأجنبية، وتوفير فرص الشغل سيما وأن المنطقة تزخر بمؤهلات طبيعية وثروات اقتصادية متنوعة لم تستغل بعد بالشكل المطلوب.
صحيح، أن موسم طانطان الذي تجهل الميزانية المرصودة للدورات التي أسندت عملية تنظيمها لمؤسسة أموكار، اكتسب شهرة دولية بعد تصنيفه ضمن روائع التراث الشفهي وغير المادي للإنسانية من طرف منظمة اليونيسكو، وتمكن بالفعل من التعريف بالمنطقة وبمؤهلاتها الطبيعية والاقتصادية، لكن هل تمت معالجة أسباب المشاكل الكفيلة بإرساء قاعدة التنمية بالإقليم الذي يعرف جمودا اقتصاديا تزداد حدته بشكل ملفت سنة بعد أخرى، جراء البنيات التحتية الهشة وضعف التجهيزات الوضعية العقارية المعقدة .. وهل استطاعت هذه التظاهرة أن تصبح قاطرة للتنمية المحلية ونموذجا لحكامة سياحية نوعية ..؟ وهل حافظت على الموروث الثقافي المحلي ..؟ وهل تعتبر بالفعل علامة مضيئة في الذاكرة الثقافية الشفوية وغير المادية التي تتلاقح فيها تجارب تراثية إنسانية متنوعة ..؟ كما جاء في اللوحة التذكارية التي أعلنت انطلاق هذه التظاهرة سنة 2004 ، أسئلة عديدة حارقة تنتظر أجوبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق