أخبارجماعات و جهات

مواطن فجيجي تتبخر أحلامه بعد عودته من المهجر ..!

فكيك

يحمل كل أبناء فجيج الغيورين، هموم بلدتهم ويعيشون مشاكلها رغم ابتعادهم عنها جغرافيا .. وقد عزم أحدهم على أن يكون عمليا، فجمع ما استطاع من المال وشد الرحال إلى الوطن الصغير ليحل مشاكله مع الورثة، إيمانا منه بأن هذه المسألة تشكل أهم الأسباب فيما تعانيه البلدة الحبيبة من خراب البيوت المهجورة وتحولها إلى مجرد أطلال، ومن الموت البطيء الذي يعرفه النخيل و يتسبب في انقراض هذا الإرث الثمين .

جمع صاحبنا من كان حيا من أعمامه وأحفاد أحفاد المتوفين منهم في مأدبة عشاء، و بدل كل طاقاته لإقناع الجميع بضرورة حل مشاكل الإرث التي تراكمت عبر أزيد من ثلاثة أجيال، و لمدة يزيد بعضها عن مائة وخمسين سنة، وقد كانت النتيجة إيجابية، إذ اتفق الجميع على تحرير عقود عرفية، وتم التراضي على مضامينها من طرف المعنيين بالأمر.

طار الفجيجي الغيور على بلدته فرحا، وقرر أن يبدأ مشواره الطويل، بتصحيح إمضاءات الورثة، وهي مجرد إقرار بقبول قسمة “تيخربين” والتي أنجزت عمليا ومن غير توثيق، مند وفاة المورث الأصلي .. في المصلحة المخصصة لذلك التي تشرف عليها بلدية المدينة، هنا وقعت الطامة الكبرى، إذ فوجئ الغيور برفض المسؤول، بدعوى وجود مذكرة تمنع تصحيح الإمضاءات المنشئة للحقوق، إلا إذا كانت قد تمت عن طريق موثق أو محام أو عدول .. وهكذا تبخرت أحلام صاحبنا وأصيب بالإحباط واليأس .. إنه حقا واقع، يشكل المسمار الأخير في نعش التنمية في البلدة المنهكة أصلا .

السؤال الذي يطرح نفسه في مثل هذه الحالة، ياعجبا .. سلطات ومنتخبون، مؤتمنون على مصالح البلاد والعباد، عجزوا عن إيجاد حل لهذا المشكل البسيط رغم أن المشرع يترك هامشا للاستثناءات ويقر بأن للضرورة أحكام، خاصة في مثل هده الحالة لأن الإقرار لاينشئ الحق وإنما يؤكده.
.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق