أخبارجماعات و جهات

اليوسفية حيث تنبت الحفر أسرع من الأشجار ..!

 

ذ. يوسف الإدريـــــسي

يبدو أن مدينة اليوسفية قد قررت، دون استشارة سكانها طبعا، خوض تجربة فريدة من نوعها في مجال (السياحة الجيولوجية)، إذ تحولت شوارعها إلى متحف مفتوح لعرض جميع أنواع الحفر والمطبات، الصغيرة منها والمتوسطة وحتى العميقة، لدرجة أنك قد تحتاج إلى معدات القفز والتجاوز صيفا وشتاء

الأكيد، أن المجلس الجماعي، وعلى رأسه السيدة الرئيسة، يتبنى مقاربة بيئية جديدة عنوانها؛ (دع الأرض تتنفس والميزانيات تتكدس) طبعا إلى موعد لاحق

ولذلك، تم التوقف عن إصلاح الطرقات منذ مدة، حتى تتمكن الحفر من التعبير عن ذاتها بحرية تامة .. هنا أتحدث عن ميزانية الترقيع، أما المشاريع الحقيقية البنيوية، فذاك حلم كبير

إنه نوع من (الديمقراطية الإسفلتية)، حيث يسمح لكل حفرة بأن تنمو وتترعرع كما يحلو لها، دون أي قيد أو رقابة .. على الأقل، هكذا يقول لسان حال السيدة الرئيسة .. أما القانون التنظيمي 113.14 والذي يحمل رئيس المجلس مسؤولية صيانة الطرقات، فيبدو أنه موضوع على الرف تحت شعار (اقتراحات غير ملزمة) إلى جانب ملفات أخرى تقع داخل ثلاجة الرئيسة

باختصار شديد، إذا كنت من محبي الإثارة والتشويق، وتجد أن حياة مدينتك أصبحت مملة ورتيبة، أنصحك بزيارة اليوسفية، حيث كل حفرة تحكي قصة، وكل مطب يوقظك من رتابة الحياة، وكل رحلة قصيرة تتحول إلى مغامرة ملحمية، بالضبط كمغامرة خوض الانتخابات في الزمن الخطأ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق