أخبارمجتمع

دارالشباب المنزل: ماض مشرق وحاضر بئيس ومستقبل غامض وأنشطة باهتة..!

DAR CHA 2

*محمد شدادي

لازالت ساكنة المنزل، وخاصة جيل الثمانينات والتسعينات، تعيش على حلاوة ذكريات مشرقة، كان فيها لدار الشباب المنزل دورا رائدا في التنشيط السوسيو ثقافي للشباب .. فقد ساهمت هذه المعلمة التربوية في تخرج نخبة من أبناء المنطقة، تشبعوا وغرفوا من مناهل العمل الجمعوي القوي وبتأطير من ثلة من الإطارات الجمعوية، سواء على المستوى الثقافي أوالرياضي، حيث كانت هذه الدار تعج بالتظاهرات الثقافية الهادفة، كالمسرح والسينما والقراءة العمومية والمحاضرات .. بالإضافة إلى الملعب المجاور الذي سجل أمجادا حافلة في مجموعة من الرياضات وفي مقدمتها كرة القدم.

فباستثناء هذا الإرث التليد الذي يتم تصريفه على شكل ذكريات على صيغة “واش عقلتي على ديك الدار..”، تنكسر غصة في حلق شباب المنطقة على ما آلت إليه مؤسسة عمومية للتنشئة الاجتماعية تحتل مرتبة وسطى بين الأسرة والمدرسة، وصمام أمان أمام مخاطر وانزلاقات الشارع المحدقة.

فعشنا ولله الحمد إلى أن رأينا بها أنشطة باهتة، ومبادرات ربحية “وخربشات صبيانية بشعة على جدرانها” و .. و .. و… ومما زاد من مرارة هذه الغصة، أن هذه الدار أصبحت تحمل اسم علامة بصم تاريخ الإنسانية جمعاء، إنه ابن خلدون، هرم لن ينساه التاريخ، فنسي تقديره بالمنزل.

دار الشباب مؤسسة للتنشئة الاجتماعية وليست مجرد جدران وقاعات وبعض الأجهزة، وليست مرتعا ” لي بغا يضرب ضويرة”، بل مؤسسة عمومية تابعة للدولة، تقتضي حضور يومي للمدير، ليضع برنامجا سوسيو ثقافيا للشباب يراعي الحاجيات الثقافية للمنطقة، و ليبحث عن الشراكات، وليؤسس مجلسا لدار الشباب لتدبير تشاركي، كما هو معمول به، وليقدم الحصيلة وتربط مسؤوليته بالمحاسبة .. دار الشباب أصبحت مجرد دار يحرسها حارس، منهك، لاحول ولاقوة له؛ فهل فوتتها وزارة الشباب والرياضة للمجهول، وهل يجهل القائمون على الجماعة الترابية والمجلس الإقليمي ومجلس الجهة أن دارا للشباب تدخل ضمن اختصاصاتهم أيضا طبقا للقوانين التنظيمية ذات الصلة ..؟

أسئلة حارقة نلقي بها في المجهول، لعل وعسى أن يلتفت البعض ليس لرد الاعتبار لهذه المؤسسة، بل للقيام بالواجب؛ فالشباب يحلمون برؤية نائب الوزارة وكذا المدير الجهوي يشرفهم بجلسة لدقائق “ليشكوا حرمانهم لله وله وهو يسجل بقلمه الذهبي حاجياتهم ومتطلباتهم، وليشكرهم في الأخير ليعود من حيث أتى وذلك أضعف الإيمان”.

DAR CHA 1

وتجدر الإشارة، أن دار الشباب المنزل قد فتحت أبوابها سنة 1979 لتستمر في تقديم خدماتها الجليلة إلى أن أصيبت باختلالات بنيوية، فهدمت وأعيد بناؤها من طرف المبادرة الوطنية مشكورة، لكنه بناء غير مكتمل لافتقار الدار إلى سياجات وقائية، مما يجعلها عرضة للسرقة، والمتسكعين، فوعد القطاع الوصي بسد هذه الثغرة، لكن كانت مجرد وعود تفتقر إلى الجدية في التنفيذ.

*الأمين الإقليمي لفرع ن.م.ص.م ـ صفـرو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق