أحداث دوليةأخبار

أيها الأموات ندعوكم للمشاركة في الانتخابات..!

3034

*فيصل زقاد

لم تدخر السلطة حيلة من حيلها البائسة إلا و استعملتها لاستمالة الشارع الجزائري المستقيل من الحياة السياسية، من خلال الحملة الانتخابية لتشريعيات ماي القادم، لحثه على المشاركة في إسماع صوته و الذهاب إلى مكاتب الاقتراع والتصويت (و لو بورقة بيضاء) حتى يضمنوا السلم و الأمان للوطن، و لسنا ندري ما دخل الهرج والمرج في أمن و سلامة التراب الوطني ..؟

حملة مملة، بائسة و فاشلة بكل المقاييس، لم يستطع روادها تحريك الكتلة الصامتة بوعودهم الكاذبة، ومحاولة شراء الذمم بالأكل والمشروبات التي تسمم منها بعض جياع البطون و العقول، بسبب نهاية مدة صلاحيتها، كما انتهت صلاحية صناع القرار عندنا .

حاول سلال أن يستغل خرجاته الميدانية لأكبر المدن الجزائرية، و هو يمني النفس بإقناع المواطنين للإدلاء بأصواتهم، ففشل في مهمته بسبب رعونته وكلامه التافه و المنفر .

حتى القايد صالح تدخل في السياسة و تحدث عن الانتخابات، رغم أن مهمة الجيش الوطني الشعبي التي نص عليها الدستور الجزائري هي حماية الحدود من الاعتداءات الخارجية المحتملة، أما تأمين الانتخابات التشريعية، فلها “رب يحميها”، وهو دربال و هيئته المجروحة في مصداقيتها، كما دأبت المعارضة المشاركة في التشكيك مسبقا في نزاهتها كالمعتاد .

المحكوم عليه بالإعدام و صديق كل الأبطال (الأموات منهم فقط) هو أيضا، ذهب بعيدا، في وقاحته، بابتزاز المواطنين و تهديدهم بكلام لا يليق بزميل الرئيس الأمريكي (طبعا الراحل) كندي وقامة من قامات حرب التحرير (حسب الوثائق التي لم يقدمها حتى كتابة هذه الأسطر، لرئيس جمعية المحكوم عليهم بالإعدام والناجي من المقصلة هو أيضا السيد بودينة، رئيس حزب حركة المواطنين الأحرار الذي أهدى حزبه لزوجته الصغيرة كعربون محبة لتقتات منه و يطلق بدوره السياسة بالثلاث .

“بابا نويل” قال لمستقبليه أن الحكومة لن ترفع التجميد عن المشاريع المبرمجة في ولاياتهم، إلا بعد أن يأتوا أفواجا و فرادى، من كل فج عميق، ليحجوا يوم الرابع من ماي إلى الصناديق الشفافة التي سيتم ملؤها عن آخرها، بأوراق التصويت المزورة، بعد إن هجرها أصحابها .

أما وزير الخارجية، فقد ذهب إلى أبعد من ” أول طبيب في الجزائر “، في خرجته غير المتوقعة، و هو الرجل الدبلوماسي المتزن، الذي لطالما ترفع عن مثل هذه المهاترات .

سي لعمامرة اختار الجالية الجزائرية لاستعطافها بنقل جثامين المغتربين المعوزين إلى أرض الوطن، على عاتق الحكومة الجزائرية، بعد أن تم استبعادهم من تقلد المسؤوليات السامية في الدولة و هم أحياء، أسوة بالمثل الشعبي القائل “كي كان حي مشتاق دقلة وكي مات علقولو (ولد عباس) عفوا عرجون” .

بعد كل هاته التعبئة التي لم تأت أكلها، و بعد أن تأكد للسلطة أن ما بقي من الأحياء الذين أصبحوا يتنفسون الفساد ليلا نهارا، و ينامون على الرداءة و يستيقظون على اليأس، بعد كل هذا البؤس لم يبق سوى اللجوء إلى المقابر و طلب يد المساعدة من الأموات، للإدلاء بأصواتهم، بدلا من الأحياء المقاطعين، في حوار مسروق من مشهد للممثل و المخرج محمد لخظر حمينة في فيلمه وقائع سنين الجمر” و هو يحاور الموتى في لقطة تراجيدية مؤثرة .

و من يدري ..؟ قد ينجح سيناريو السلطة في الاستحواذ على السعفة الذهبية لأتفه كرنفال شهدته البلاد ..؟

*مدون وناشط حقوقي جزائري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق