أخبارنافذة على الثقافة و الفن

جواب ” جُرْحك نسّانى ملامحكَ”

ابراهيم امين مؤمن

أكتب إليكَ وإحدى يدي على جرحى والثانية تكتب إليك
أُعلمكَ أن جراح قلبي طمسَ ملامحكَ.
فأصبحت نسّيا منسيّا.
كمْ عشقتكَ ..!
أتذكر يوم أن
اتخذت بساط قلبك مسرحاً لرقصتى.
كمْ انسابتْ رقصتى لذاذةً في هدوء، ثُم ثارتْ على دقّّات قلبكَ لذاذةً فى جنونى
فانتفضتْ كالإعصار..!.
وعيناكَ
كمْ بلغت عينُك الآفاق ..! .
آفاقٌ تقلّدتْ قمم السحاب وما زالتْ على عروشها حتى استقرتْ في أعلى نقطة في آفاق السحاب العوالي
ألا وهوحبل الوريد بقلبى يا غادري.
تطعننى ..!
كمْ كان فوك متبسماً فوّاحاً ..!EBRA
عطر من أنهار تفيض من روحك عذْباً سلسبيلاً.
ولمْ أجد من يدك إلا رعشة الضمِّ في لهيبٍ متواصلٍ من القبلات .
كمْ سمعتُ منكَ أنغاماً تصدح ..!.
أنغام تذيبني في تنهّدات من ال(آه )
وانتبهتُ فجأة

فأنت هيئة لملاك بروح شيطان.
وأطلقت صيحتى بعد رفع الستار بتعرّي جسدكَ وانطلاق شيطانكَ
على زئير غدركَ وجنون شهواتكَ
فزالتْ ثورة جمالكَ التي كانتْ تفْاجأني كل لحظة.
وحلّتْ ثورةٌ قبحكَ التي نسيتُ فيها ملامحك، بل نسيتُ من أنتَ
يا أنتَ.

*********************

أتذكر يا هذا يوم :
رميتَ الأنينَ فانطلق من نفسكَ لذاذة .. وحلّ بكياني عذاباً .. ولكنّى ما زلتُ أحمله كارهةً رغبةً في عودة الفجر .. “الفجر القديم”.
تزيد رمْياً وأزيد حِمْلاً، فإلى أين بعد ذلك أيُّها الأنين المحمول
تراك تفجّر الجوانح والضلوع وتمزق الأحشاء.
تضحك على بكائي وأنا أحتمي خلف الذكريات .
ذكريات الأمس
كمْ كانتْ رغباتك سهام تشقُّ كياني ولكنى تصفّحتُ بحبل منَ الصبر الجميل.
كمْ كان جموحك نحو ى عذاباً مُهيناً ..!
وكمْ كان كبحي نحو جمحك قويّاً أميناً..!
لكنى تضعضعتُ
وتململتُ على فراشي كجمر ينضج من لفحات شهواتك وابتعادك
وثقُل كاهلي بعدما حملتٌ منْ أوزارك ما حملتُ ووقعتُ في هذيان وانشطار.
وتحوّل غنائي ورقصاتي إلى غمغمات وانهدام كمسٍّ من جنون.
أغني ألما .. أغني موتاً .. أغنى الهزيمة
أغني على أيْكٍ تخطفهُ الطير الجارح بين الحين والحين.
وعلىّ الآن أن أرقص رقصة العقرب الأخيرة
أتريد ذالك ..؟ لا وربّك لنْ يكون ..
علىّ الآن أن أتخلص من نسخ خيوطك حول روحي أيتها العنكبوت الحمقاء .. “أنتَ”
لابد أن ألقي بسلاسل قيدك وأعدو حتى أبلغ نور الفجر وأستنشق من تنفس الصبح
لن أعيش في حُرقة حرورك .. ولن أسمع موسيقاكَ الشاحبة المتهدلة .. ولن أرقص على قلبك المتّرع بالأشواك
ولابد من الرحيل .. الرحيل .. الرحيل

****************************

أتحرر منك وأطلق معصمي لاتجنّح وأسيح طائرة في الفضاء الفسيح.
وضعتُ أوزارك منْ على كاهلي حتى مضيتُ وطرتُ كالريشة أو الفراشة أستنشق رحيق الأزهار.
لقد كانتْ كرامتي وعزيمتي وآمالي أسلحة هجري منك .. هجرٌ وفراق لكنّه هو
هو الهجر الرحيم .. هو الدواء المر هو الشفاء
وجدتُ نفسى أخيراً ورأيتُ ملامح الدنيا المزهرة تستر ملامحك الغادرة فاعتلتها.
رأيتُ ملامحاً تمدُّ يدها من بعيد وتناديني أن آتي فتضمني فى حنوٍ ورحمة وتخلصني من ضمة أشواك ملامحكَ.
وسمعتُ الفجر يؤذّن آذان الخلاص.
وأبصرتْ عيناي صُبحاً أخضر .. صُبحٌ يتنفس.
وأشرقتْ الأرض من جديد .
كل شيء حولي بعد الرحيل أصبح غير وجهك القبيح .. أصبح الملاك
كل الملامح تغيرتْ حتى أدمنتُ مشاهدتها فارتكزتْ في خيالي
وتيمّمتُ جُرحك أُبصره
يلتئم .. يلتئم بعد الرحيل
كتبتُ إليك لأعلمك أن ملامح جُرحك تلتئم
وملامح الدنيا تغيرتْ وما زالتْ تحلو وتصفو وتلذُّ لي .
ولم يبق من الماضي إلا جُرحك الذي يسير الآن .. يسير إلى أطلال
أطلال أحزان تحمل ملامح ملامحكَ .
إذاً فقد سقطت ملامحكَ في قيعان الأطلال
حبيبي الغالي :
قسوتك أنستني ملامحك َ
أنت وملامحكَ أطلال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق