أخبارمتفرقات

وجهة نظر / المعيقات السياحية بفاس العامرة

FIFI

عبد الرزاق الفلق

غدا مهنيو السياحة مستاؤون من مستقبل هذا القطاع في ظل الضعف الغير مسبوق في نسبة ليالي المبيت، وتراجع في نسبة توافد السياح، ناهيك عن ضعف الرواج في المطاعم المؤهلة لذلك، الشيء الذي دفع المهنيين إلى التفكير في الإغلاق وتسريح المستخدمين، .هذا الشلل أصاب دور الضيافة ولم تسلم منه حتى وكالات الأسفار.

كل هذا في غياب تام وتجاهل صارخ من قبل الجهات المسئولة، في ظل تراكم الضرائب الجماعية والديون البنكية وعدم القدرة على تسديد حتى فواتير الماء والكهرباء.

هل يمكن اعتبار هذا الكساد الذي أصاب القطاع السياحي بفاس راجع إلى مؤامرة تحاك ضد القطاع ..؟ أم هي تسويات حسابات سياسوية ..؟

هذا التراجع جعل عدة مؤسسات تخفض من أثمنتها بنسبة تراوحت بين 30 و50 في المائة في خرق واضح لأخلاقيات المهنة .. وفي المقابل، نجد مدينة مراكش قد استفادت من اعتمادات قاربت 300 مليون درهم من أجل الدعاية في حين، وتحت استغراب الجميع توقف الدعم المرصود للمجلس الجماعي والمجلس السياحي مند سنة أو ما يزيد، والذي يقدر على التوالي ب 80 و150 مليون سنتيم .

لقد أجمع المهنيون عن المعيقات التي تحول دون النهوض بهذا لقطاع، هو اعتبار مدينة فاس محطة عبور وليس محطة إقامة، وهذا راجع إلى كون الساهرين عليها لا يعمدون إلى تسويق فاس كمنتج سياحي، وذلك عبر خلق قنوات للتواصل وعقد شراكات مع الوكالات الدولية وخلق وصلات إشهارية تعريفية بالمدينة .

إن الجانب الذي يميز فاس هو بعدها الديني والروحي الذي تمتاز به، والذي يجعلها وجهة أساسية لمريدي الزاوية التيجانية (ضريح سيدي احمد التيجاني )، ناهيك عن ضريح المولى ادريس والمدارس التي تنتشر في مجموع المدينة العتيقة، ولعل جامعة القرويين لأكبر دليل على هذا البعد الديني والعلمي.

إن من بين الإجراءات التي يلزم اعتمادها للخروج من هذه الأزمة، كان لزاما على المسؤولين العمل على تشجيع هذا القطاع عبر خلق تنافسية شريفة وخلاقة، وعدم اللجوء إلى المحسوبية والزبونية في توزيع الزبائن في فترة المهراجانات، وإحداث خطوط رابطة بين المطار والمدينة لقطع الطريق على الوسطاء والمضاربين، وخلق خطوط رابطة بين العواصم الإفريقية ومطار فاس لتيسير بلوغ المريدين بسهولة ودون عناء، سيما أن المطار قد عرف توسعة تؤهله لذلك .

وحبذا لو أن الجهات الأمنية تعمل على خلق خط أخضر موجه إلى العموم عامة وإلى السياح خاصة، وذلك لتيسير التبليغ عن الخروقات التي تطال التعامل معهم وتجعلهم يعتبرون فاس مجرد عبور وليس إقامة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق