أحزاب و نقاباتأخبار

“استغفلونا” ثم “استحمرونا” ..!

FASSI

“استغفلونا” في البداية بأفكارهم ومبادئهم .. ل”يستحمرونا” في النهاية بأفعالهم وتصرفاتهم ..!

إذا سبق لمسؤولي حزب التقدم والاشتراكية أن تبرؤوا من انتقادات “عزيز الدروش” ومواقفه، معلّلين ذلك بأنه مطرودٌ من الحزب نظرا لقيّامه بأفعال مشينة، حسب تصريحهم ..! فاليوم وقد شهد شاهدُ من أهلها ..! ماذا عساهم أن يردّوا عن تداعيات موقف السيدة “فاطمة السباعي”، عضو المكتب السياسي، والتي قدمت مؤخراً استقالتها من المسؤولية الوطنية لـ”منتدى المناصفة والمساواة” التابع لحزب”الكتاب”، وهي التي كانت من أبرز المساهمين في تأسيسه سنة 2015 ..؟!

إذا كان تقديم الاستقالة يعد أمراً عادياً ومتداولاً في العديد من الأوساط بغضّ النظر عن مسبّباته، فإن الدافع بالنسبة لهذه الحالة، قد يثير انتباها خاصاً، ويطرح عديدا من التساؤلات، ويستدعي ضرورة المزيد من التمعن والتفحص .. وخاصة عندما نعلم بأن السبب راجعٌ لكون المعنية بالأمر تحسب نفسها أنها كانت ضحيّة إقصاء ممنهج “مارسه نبيل بن عبد الله، الأمين العام للحزب” في حقها، من حيث تم تهميشها من “مناصب المسؤولية بالوزارات والدواوين” التي كان يوزعها الأمين العام على المحظوظين فقط من داخل الحزب، كما أشارت إليه بعض منابر الإعلام الوطنية ..!

فهو الذي قام سابقا بتعيين “عبد الرحيم بنصر” رئيسا لديوان “الحسين الوردي”، وزير الصحة قبل إعفاء الأخير من منصبه .. وكان تعيينه قد تم مكان “سعيد الفكاك” عندما تم تولى هذا منصب رئاسة “مؤسسة الحسن الثاني للنهوض بالأعمال الاجتماعية لموظفي وزارة الصحة”..!

ودائما نجد نفس “عبد الرحيم بنصر”، القادم من شركة “ماروك بيرو Maroc Bureau”، مروراً بشركات “كوكاكولا”، و”براسري المغربBrasseries du Maroc ” المتخصّصة في إنتاج “الجعّة”، و”طوبيسات” الدار البيضاء (نقل المدينة) .. ليحصل على عضوية المكتب السياسي للحزب منذ يونيو 2014، وليتم تعيينه مرة أخرى، رئيساً لديوان الوزير الجديد: عبد الأحد الفاسي الفهري، وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة .. بعد أن فشل هو في نيل منصب “وزير”، حيث لم يحظ اقتراحه المقدّم دائما من طرف “بنعبد الله”، بقبول الجهات العليا ..!

دائما نفس “نبيل بنعبد الله”، نجده وراء تعيين السيدة “غزلان المعموري”، أستاذة التواصل بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة ENCG وعضو المكتب السياسي، تعويضاً لها وجبرا بخاطرها عن النكسة التي ألمّت بها من جرّاء عدم فوزها بعضوية مجلس النواب بعد مشاركتها في الاستحقاقات التشريعية الأخيرة، كوكيلة اللائحة المحلية لحزب “الكتاب” بدائرة طنجة-أصيلة .!.

وفي إطار الصراع القائم، والتطاحن غير المرئي لاقتسام “غنيمة” الدواوين، طبيعي جدا أن تقدم السيدة “فاطمة السباعي” استقالتها من الحزب، بعد أن اكتوت بنار الظلم والحكرة والإقصاء والتهميش، ونالت نصيبها من استبداد المحسوبية والزبونية الداخلية، حين لم تستفد كباقي زملائها من “كعكعة” هذه الدواوين، وخاصّة إن كانت ترى نفسها الأحقَّ والأجدر .. !

وإذا كان “عزيز الدروش” يؤكد، كما تُبينه الوقائع، أن “نبيل بنعبد الله” حوّل حزب التقدم والاشتراكية إلى “شركة خاصة” يسود فيها “الفساد والمحسوبية والزبونية”، وإذا كان كل هذا يتم داخل حزب تقدُّمي، ينادي بالديمقراطية وتكافؤ الفرص ويتبنَّى التوزيعَ العادلَ للخيرات والموارد، فما بالكم عمّا سيكون عليه تصرّف “أمينه العام” داخل وزارة من أهم وزارات الحكومة ..؟! استغفلونا بمبادئهم، واستحوذوا زماناً على أفكارنا بمعتقداتهم، وخدّروا عقولنا بإيديولوجياتهم .. الآن فهمنا كل شيء، فلا بأس ولو أننا فهمنا الأمور واستوعبناها متأخرين ..!

وإذا كان المناضلون، الشرفاء الأحرار، يخوضون من داخل حزب “الكتاب”، حربا ضروسا من أجل إسقاط كل أنواع “الفساد والاستبداد والحكرة والظلم” المتفشية داخل أوساط الحزب (“عزيز الدروش” مرجعا ونموذجا)؛ فبدوره اتحاد النقابات المستقلة بالمغرب USAM، الذي تشكل نقابة “سماتشو SMASCHU” إحدى مكوناته، يدعو السيد عبد الأحد الفاسي الفهري أن يعمل على تطهير وزارته مما خلّفه “أمينه العام” من اختلالات ومساوئ، وأن يسعى إلى رفع المظالم عن أهلها ورد الحقوق إلى أصحابها وإرجاع كل الأمور إلى نصابها السليم والصحيح، وأن يعمل بالخصوص على إبعاد “مسؤولي ديوانه” عن التدبير الإداري والشأن الداخلي لمؤسسة الكتابة العامة، وعن اختصاصات المديريات المركزية والجهوية والمفتشيات والوكالات الحضرية ومدارس ومعاهد التكوين .. وأن يسمح للسيدة كاتبة الدولة في السكنى بمزاولة مهامها واختصاصاتها على قطاع الإسكان وسياسة المدينة كاملة غير ناقصة، حتى لا تتكرر دواعي الفساد ومسبّباته ومظاهره التي تفشّت في الحقبة السابقة حين كان “ديوان الوزير المخلوع” يتدخل في كل شيء، فأصبح من جراء ذلك مرتع الفساد والداعي إليه .. ارتقبوا، إنا معكم من المرتقبين، والله المستعان وهو الهادي إلى سواء السبيل.

الرباط في 12 فبراير 2018

الكاتب الوطني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق