أخبارالدين و الناس

قناة الحياة المسيحية وانكشاف زيف الحوار الديمقراطي مع المسلمين

الحياة 1

ما كان لنا في جريدة المستقلة بريس الإلكترونية، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن نفتح الحوار مع قناة الحياة المسيحية، لو لا خروجها عن أبسط قيم العيش المشترك والحوار الديمقراطي الذي تسوق له في برامجها التي بدأ بعضها كبرنامج “الدليل وقرآنيات” يخرجان عن ما يتطلبه الحوار اللاهوتي الديني مع القضايا الإسلامية التي يحاولان عبرها الترويج للأحقاد والنفور مع المسلمين، في الوقت الذي لم يغامر فيه حتى المتطرفين منهم بالتصدي للفكر الخرافي والكهنوتي المسيحي الذي تجاوزته التحولات التي عرفتها المسيحية في مذاهبها حتى اليوم.

إن منهجية الضرب من تحت الحزام لحرمة ورمزية النبي سيدنا محمد صلى اللـه عليه وسلم، وتسفيه سنته مع ما يقابلها من تراث النبي عيسى وحوارييه من الأسباط، ودون الحاجة إلى ذلك يكشف بالملموس عن النزعة الاستئصالية للمسحيين المحافظين، الذين يجهلون التاريخ العالمي والمسيحي والإسلامي عبر هذه المناقشة الهرطقية والعبثية التي لم تفرز هذا السمو والنبل في سيرة النبي عيسى الذي يعترف المسلمون بنبوته وإعجاز ولادته.

لن ندخل في جدل سفسطائي عقيم مع منشطي برنامجي “الدليل وقرآنيات” للرد عن حماقاتهم الكهنوتية الضعيفة .. ويكفي استحضار الآية الكريمة: “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن”، والتنبيه إلى أوربا المسيحية التي تتباهى اليوم بنظامها الديمقراطي في مجال حقوق الإنسان هي الأولى يترجمة قيمها في تعاطيها مع الأديان الأخرى.

إن المسلمين بالرغم من الخلافات المذهبية التي يقتتلون حولها لا يزال جوهر الإسلام لديهم أكثر عقلانية وتحرر وتطور من التفسيرات المغرضة في الغيبيات والخرافات المصاغة عبر مذاهبهم الدينية من الأرتدوكسية عن معجزة النبي عيسى وحقيقة الخطيئة التي صلب بسببها، والتي يعتبرونها تضحية للمؤمنين برسالته التي يروجون لها على أكثر من صعيد، وعلى حساب المسلمين الذين يعترفون بالمسيحية كديانة سماوية.

ما يمكن أن نختم به حوارنا مع الأسماء التي تحاورنا كمسلمين، هو أنكم في القناة المسيحية لا تملكون ما يمكن أن تواجهوا به عقلانية الإسلام، وأن محاولاتكم البائسة في التشكيك في عظمة الدين الإسلامي واضحة ومفضوحة في أهدافها الدينية والحوارية، وأن المسلمين لا يحتاجون إلى مثل هذه الحملات الدعائية التي يفتقر أصحابها إلى أبسط شروط الحوار الديمقراطي الذي تفتقرون له.

للموضوع بقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق