أحزاب و نقاباتأخبار

عن مشروع وحدة اليسار و واقع التشرذم الملموس بين مكوناته ..!

LES

بدأت الأحزاب اليسارية الثلاثة تتحرك في محاولة لتحقيق الوحدة الاندماجية المستحيلة والاستعداد للمعارك الانتخابية المقبلة، ولا يعرف من يحرك هذه القيادات في الاتحاد الاشتراكي وفيدرالية اليسار والتقدم والاشتراكية، التي تعرف خطورة حالة الانشطار التنظيمي والإيديولوجي الذي تتميز به اليوم عبر رؤاها المرحلية التي لا تتوافق والعلاقات التي تربطها بقواعدها وبمن يحركون المشهد الحزبي الوطني من وراء الكواليس.

نعم للوحدة بين أحزاب اليسار في أفق خلق التوازن في الساحة السياسية الوطنية، وطرح المشروع اليساري التنموي الموحد الكفيل بالاستجابة لانتظارات المغاربة في جميع المجالات، عقب تجربتي الحكومة التي يقودها “البجيدي” الذي عمق الفوارق الطبقية والمجالية، وأغرق الوطن بالديون، وبدد أحلام المواطنين المغاربة في تحقيق الحد الأدنى من الاستقرار والسلم الاجتماعي .. لكن، أين هي المؤشرات على امتلاك أحزاب اليسار الثلاثة لهذا المشروع الوحدوي لإنقاذ الوطن من نتائج الاخنيارات الكارثية التي يواجهها المغاربة اليوم ..؟

وأين هو التشخيص اليساري المغربي للأزمة الهيكلية الملموسة في كل مظاهر العيش اليومي للمواطنين ..؟ وهل من علامات واضحة على امتلاك الأحزاب الثلاثة للمشروع التنموي، بدل التصورات المتخشنة والحالمة التي اعتاد المغاربة على تلمسها في برامج هذه الأحزاب السياسية ..؟

إن اليسار في شخص الأحزاب الثلاثة الموجودة في الأغلبية والمعارضة لا يسمح اليوم لتحقيق وحدة اليسار في الوقت الذي تهيمن على مواقفها الأنانية التنظيمية وأحلام اليقظة وروح إقصاء الآخر، حتى وإن كان يؤمن بنفس الرؤيا الإيديولوجية .. فهل نحن أمام هذيان إيديولوجي يساري يعبر عن نفسه في الوقت الميت من حياة هذه الأحزاب التي تراجع إشعاعها الحماهيري ..؟ أم أننا أمام محاولات لجس نبض الشارع لمعرفة حجم الحضور والقدرة على التأثير والعطف الجماهيري على اليسار ..؟

لن نغالط أنفسنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، في عدم تلمس أي تحرك إيجابي لأحزاب اليسار الثلاثة نحو تمهيد الطريق لتحقيق الوحدة وترجمة الحلم الوحدوي المصادر منذ الإعلان عن قيام هذه الأحزاب اليسارية التي تجتهد في نصب المشانق ومحاكم التفتيش لمناضليها فقط، وإن كانت لقيادات هذه الأحزاب مشاريع حقيقية لاحتواء التناقضات الحقيقية القائمة بينها فبالإمكان طرحها للنقاش المجتمعي، وإلا فإن هذه الخرجات الأخيرة التي عبروا فيها عن الإحساس بالمسؤولية وطرح المبادرات التي لا يمكن ترجمتها ستظل كما عودتنا هذه الأحزاب كلما اقتربت ساعات الزمن الانتخابي، الذي نعرف أنه لم يعد لصالحها بمفعول الأخطاء القاتلة التي تعود إليها دون أن تكلف نفسها ممارسة النقد الذاتي، والنزول من البرج العاجي الذي توجد فيه قياداتها التي أصبحت شبه معتادة على الخروج بمثل هذه التصريحات المسكنة فقط .. وإلى حين نفض الغبار والنظر إلى الواقع المغربي بمنهجية واقعية صحيحة، يمكن حينها تخيل أي مبادرة وحدوية أو نضالية كفيلة بتغيير ميزان القوى والواقع لصالحها، كما هو حال هذه الأحزاب في هذه الظرفية من تاريخنا اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق