أخبارالبيانات

بيان تعلم وضبط أبجديات ومرتكزات التأدب، في مخاطبة الملوك الشرفاء


*د. محمد أنين

  والمنتدى الوطني لحقوق الإنسان بكل مكوناته، وهو يستمع ويستمتع ـ في ذات الوقت ـ بخطاب العرش ليوم السبت 31 يوليوز 2021، حيث عبقرية وحكمة الملك محمد السادس، قد فاقت كل التكهنات، وتخطت كل التصورات، واختزلت كل التطلعات لشعبين توأمين، في غد مشرق مضيء .. غد، يطبعه العمل سويا، دون شروط، من أجل بناء علاقات ثنائية، أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار .. غد، أساسه لا يرضى بالوضع الحالي للعلاقة الثنائية الجزائرية ـ المغربية، والتي لسيت ـ في صورتها الحالية ـ في صالح بلدين جارين، وشعبين شقيقين، وضعهما الطبيعي، حدود مفتوحة، تمكن من حرية تنقل الأشخاص، وسهولة انتقال الخدمات والسلع ورؤوس الأموال، وتزرع الروح في معاهدة مراكش التأسيسية لاتحاد المغرب العربي .. غد، عبر عنه ملك البلاد صراحة منذ 2008، ولطالما أكد عليه جلالته عدة مرات، في مختلف المناسبات .. غد، نتجاوز فيه إغلاق الحدود، وإغلاق العقول، لنقف على واقع الأمر، وعلى حقيقة مغرب قوي يسير بخطى حثيثة على درب التنمية الشاملة، في كل المجالات والميادين ـ في عصر التواصل والتكنولوجيات الحديثة ـ وذلك بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء .. غد تتوطد فيه الأخوة بين الشعبين المغربي والجزائري، في غياب الأجسام الدخلية .. غد يعي فيه النظام الجزائري، أن المغرب منبع خير وصدق وأمن وأمان، وجبهة سلم وسلام، تحمي ظهرأشقائنا الجزائريين .. غد يؤمن فيه النظام الجزائري بشكل قطعي، لأن مصير بلدينا هو مصير مشترك، وأننا نشكل جسدا واحدا، بتطلعات مشتركة وهموم مشتركة .. فالعصابات التي تنشط في مجال الهجرة غير المشروعة، والتهريب والمخدرات، والاتجار في البشر .. هي عدونا الحقيقي والمشترك .. وبالتالي، فعلى من بيدهم مصير أشقائنا بالجارة الشرقية، أن يعوا تمام الوعي، أن العمل سويا على محاربتها، سنتمكن من الحد من نشاطها، وتجفيف منابعها .. وربح وقت ثمين، لاستثماره، في تحسين ظروف عيش الشعبين التوأمين الاقتصادية والاجتماعية..

إذا كانت المكانة النبيلة الراقية والمتميزة، التي يحتلها صاحب الجلالة، والشرف الديني/الروحي العظيم الذي يصعد إلى الرسول الكريم لجلالته، قد يجعل عزة نفس جلالته، تتقيد بحدود اللياقة واللباقة التي يتمتع بها سبط النبي الكريم، ونبل الملوك العلويين الميامين؛ فإننا في المنتدى الوطني لحقوق الإنسان، ونحن نستأذن جلالته، بكل ما يليق من فروض الولاء والطاعة والاحترام والتبجيل، في الرد على الصحف العسكرية/الديكتاتورية المأجورة:

1/ انطلاقا من البيت الشعري المعروف لأبي الطيب المتنبي: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته * وإن أكرمت اللئيم تمردا

نجدنا في المنتدى الوطني لحقوق الإنسان، بكل مكوناته، مجبرين على أن نعاتب من يستحق العتاب، وأن نعطي الدروس لمن هم في أمس الحاجة إلى ذلك .. إلى من هم في أمس الحاجة إلى إعادة تربيهم .. وإلى من هم في أمس الحاجة إلى التأدب في الاستماع إلى خطاب ودعوة “الشريف/الكريم”، قبل مجرد أي محاولة للتجرؤ على أسيادهم .. فمن لا يعرف للأخوة معنى .. ومن لا يعرف لتغليب منطق الحكمة، والمصالح العليا، من أجل تجاوز هذا الوضع المؤسف، الذي يضيع طاقات بلدينا، ويتنافى مع روابط المحبة والإخاء بين شعبينا .. لا بد أن يعامل بأسلوب يعيده إلى حجمه القزم أصلا، ويعرفه بوضعه الحقيقي داخل المنتظم الدولي:

2/ مبدئيا، فملكنا ليس في حاجة إلى من يدافع عنه، وعن مكانته المتميزة دوليا وديبلوماسيا، فهو أشهر من نار على علم؛

3/ نكاد نجزم، أن النظام العسكري الجزائري الديكتاتوري، لا يهمه تقدم ورفاهية الشعب الجزائري، بقدر ما تهمه التفرقة بين الشعبين التوأمين، وبقدر ما يهمه نهب خيرات البلد، بلا حساب ولا رقيب، وبقدر ما يهمه تصدير فشله في كل اتجاه، بغية إلهاء أشقائنا عن مشاكلهم العديدة والمتنوعة، والتي لم تعد تقبل أي تماطل في التعامل معها بكل مسؤولية وأمانة، حلا وإيجاد للبدائل المستعجلة؛

4/ نوجه دعوتنا إلى الشعب الجزائري التوأم، بكل قواه الوطنية، وضمائره الحية، إلى إعادة قراءة الخطاب الملكي السامي الأخير، وإلى الوقوف على الاحترام الدولي الذي يحظى به ملك المغرب؛ وكذا على الخطوات التنموية العملاقة التي تعرفها المملكة المغربية، في جميع المجالات والميادين، والتي لم تزدد إلا قوة وتجدرا وثباتا، رغم الظروف العصيبة، التي يعيشها العالم بأسره، جراء تفشي جائحة كورونا؛ وأيضا على المكانة المتميزة التي تحتلها الديبلوماسية المغربية الواقعية، داخل النسيج الدولي، وأن يقارنوا وضعهم الحالي المثير للشفقة، بوضع أشقائهم المغاربة .. فلا شك أنهم يحسون بالفرق الشاسع منذ زمان؛

5/ نرفض جملة وتفصيلا، أن يقابل الخطاب الملكي السامي ـ وما تضمنه من دعوات صادقة للقيادة الجزائرية، لتجاوز كل الخلافات المفتعلة والمجانية، التي تطعن توأمة البلدين في الصميم ـ بتلك الهجمة الإعلامية المأجورة والدنيئة، وبتلك القراءة العسكرية الديكتاتورية الخبيثة، لعبقرية وحكمة ملك يحظى باحترام جل قادة وملوك ورؤساء الدول وحكوماتها وشعوبها، رغم كيد الكائدين وحقد الحاقدين، وكره الدكتاتوريين الفاشلين

6/ نوجه في استغراب كبير تساؤلنا المتشعب والمتناسل، إلى هيئات المجتمع المدني ـ وخاصة المنظمات الحقوقية ـ بالجارة الشقيقة: أليس من العار، أن يظل مصير بلد المليون شهيد، في يد حفنة من الجنرالات الحمقى، التي لا تستطيع التمييز بين الصالح والطالح ..؟ بين ما يفيد البلاد والعباد، وما يضرهما .. حفنة، تفرض على شعبه بالدم والحديد نظاما عسكريا ديكتاتوريا، أبان غير ما مرة عن فشله، عن فشل أطروحاتة الفاشلة أصلا، والتي يضيع معها ـ ومن خلال محاولة تصديرها اليائسة، في غباء وجبن كبيرين ـ أمل الجميع في “مغرب عربي كبير” ..؟ وإلى متى سيظل حلم التحاق الشعب الشقيق بركب التقدم والتنمية، معلقا وممنوعا من التحقق ..؟ ومتى نجحت عبر التاريخ فواهات البنادق، في إسكات صوت الحرية والانعتاق ..؟

7/ سنظل نستحضر تاريخ الشعبين المشترك والمشرق، في مقاومة الاستعمار الغاشم، وكيف كان دائما المغرب سلطانا وشعبا، في نصرة أختنا وجارتنا الشرقية، بدون قيد أو شرط؛ راجين من “العسكر”، وإعلامه المأجور أو المغلوب على أمره، أن يعودوا جميعا، إلى كتب التاريخ لنيروا بصيرتهم قبل بصرهم .. مصداقا لقوله الكريم في محكم كتابه: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)

الرباط في: 03 غشت 2021

عن المكتب التنفيذي

*رئيس المنتدى الوطني لحقوق الإنسان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق