أخبارمتفرقات

على هامش النقاش السياسي بمدينة اليوسفية

ذ. يوسف الإدريسي

إ

بعيدا عن خطاب العاطفة والعلاقات الإنسانية والاجتماعية، فتحنا هذه الأيام نقاشا جادا وهادفا ومسؤولا مع عدد من وكلاء اللوائح الانتخابية بمدينة اليوسفية، ضمن فعاليات ندوات رقمية تروم تخليق النقاش السياسي العام وتثمينه، في سياق الحث على ضرورة تأسيس وعي سياسي من شأنه تحليل وتركيب الأحداث السياسية المحلية، بمنأى عن أسلوب دغدغة المشاعر

من ضمن النقاش الذي استأثر باهتمام رواد التواصل الاجتماعي بمدينة اليوسفية، هو جدوى المشاركة في انتخابات لا تفرز سلطة ولا استقلالية لدى المنتخبين بغاية تدبير الشأن المحلي .. وهذه حقيقة، الرقابة الوصائية التي تمارسها سلطة الوصاية على الجماعات الترابية التي انتخب أعضاءها مواطنون من خلال عملية انتخابية يُقال عنها أنها ستفرز من ستكون بيده سلطة الحكم والتدبير والتسيير والتنفيذ .. للأسف، هذه السلطة هي الحاكمة الفعلية في الأمر كله، بالضبط كما أرادها المُشرّع المغربي، مقابل وجود منتخبين هم فقط مجرد أدوات لتأثيث مشهد الواجهة الديمقراطية اتفقنا أو اختلفنا على وجودها من الأصل

إذن، لن أبالغ إن أنا جزمت أن السلطة (وزارة الداخلية) هي التي تدير المشاريع التنموية وفق مزاجها ورغبتها ورؤيتها وحساباتها، كونها هي التي تتحكم في الأوراش والمشاريع والمقررات الأساسية إعدادا وتنفيذا ورقابة وإجراء، تماما كما تحكمت من قبل في التقطيع الانتخابي والقاسم الانتخابي، إلى غير ذلك .. هذا ليس كلامي، بل هو مضمون القانون المنظم 113.14 خاصة المادة 118 منه التي تشير صراحة بأن مقرر برنامج العمل ومقررات الميزانية ومقررات الاختصاص والمقررات ذات الوقع المالي على النفقات والمداخيل، لايمكن تنفيذها، رغم المصادقة عليها في دورة المجلس، إلا بتأشير من عامل الإقليم .. حتى المقررات المتعلقة بالتدبير المفوض في إطار إنعاش التنمية المحلية يؤشَّر عليها من قبل السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية .. .

بمعنى آخر، إذا أرادت سلطة الوصاية شيئا في المدينة أو للمدينة أو ضد المدينة، حتما ستتمكن من تنفيذه، حتى دون موافقة المؤسسات المنتخبة، فقط ما عليها إلا أن تقوم بأمر المنتخبين لإعداد برنامج عمل أو مقررات تنظيمية ستؤشر عليها هي نفسها لاحقا ..

باختصار شديد، ما الجدوى إذن من وجود منتخبين و وجود انتخابات لا تفرز إرادة واستقلالية حقيقيتين .. ما يعني أن السلطة التابعة لوزارة الداخلية هي وحدها تخطط وتدبر وتراقب وتنفذ، دون عناء تصديع رؤوسنا بشيء اسمه الانتخابات، وهدر المال العام في عملية انتخابية لا تفرز إرادة منتخبة حقيقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق