أخبارملفات و قضايا

لا يا أخنوش .. المواطنون ينتظرون منكم الكثير لطي صفحة حكومة البيجيدي ..!

لن نفتح الحوار في هذه القراءة الجديدة لعهد حكومة السيد عزيز أخنوش، لأن صيرورة الأحداث الوطنية والدولية ما زالت حبلى بالجديد، الذي قد تنفجر معه الأمور والقضايا العالقة التي تحول دون تمكن الحكومة الجديدة من أداء مهامها .. خصوصا، إذا ما أحسن التعامل مع نبض الشارع واستوعب ما هو مطلوب منه لمواجهة الإكراهات المتعددة وتداعياتها المفبركة من خصومه في الحقل السياسي الحزبي داخل هذه الفترة الزمنية الأولى، التي تستدعي المرونة ومعالجة مضاعفات ما بعد رحيل البيجيدي عن الحكومة

بعيدا عن تهويل الموقف من البداية في التدبير الحكومي، نرجو أن تتمكن الحكومة الجديدة من احتواء الاحتجاجات والاحتقانات التي تسببت فيها القرارات المتعلقة بمواجهة جائحة كوفيد 19، والزيادة في الأسعار، وقرار فرض سن التوظيف في قطاع التعليم في 30 سنة فقط، وما فرضته هذه القرارات من مضاعفات على المواطنين، خاصة الفئات الهشة التي انهارت قدرتها الشرائية

ربما لا يشعر الأحرار بقوة التداعيات التي يعاني منها المواطنون بمفعول الشعور بالقوة الانتخابية من خلال الفوز في استحقاق 08 شتنبر 2021، الذي لم يستحضروه في بداية تدبيرهم الحكومي من خلال الأخطاء التي يرتكبونها في مواجهة الجائحة وتدبير الشأن العام، و دون أن يتذكروا أيضا خطورة الخسارة المجتمعية لحزب العدالة والتنمية، التي ستظل شاهدة على قوة الضربة القاضية له، الذي اعتقد أنه توغل في مفاصل الدولة والاقتصاد والمجتمع، وأنه سيعود إلى الحكومة للمرة الثالثة

لن نفتح النقاش معكم يا رئيس الحكومة، فأنتم أدرى بما يجب أن تكون عليه استجابتكم لنبض الشارع المغربي .. فبدون القطع مع تدبير الحكومة السابقة، وبدون اقتراحات وجيهة تتناسب و الشعارات الانتخابية التي رفعتموها، فإنكم ستكونون عاجزين على تدبير 100 يوم الأولى ..  خصوصا، من خلال الرهان على الفئات الهشة وباقي محرومي الوطن، الذين تفاقمت وضعيتهم في هرم قاعدة المجتمع المغربي، وتخبط التحالف الحزبي الذي يقودها في الحقائب التي كان يتحمل مسؤوليتها .. ناهيك عن الفشل في اقتراح النخبة التي أشرفت على لجنة النموذج التنموي، والافتقار إلى التجانس و وحدة الموقف في قضية الوحدة الترابية، التي نجح فيها من عينهم جلالة الملك للإشراف على تطورها

لن نبحث في الأسباب، ويكفي أن المغاربة ترجموا ذلك في التصويت العقابي على من كانوا يترقبون التوغل والسيطرة على مفاصل الدولة والمجتمع والاقتصاد والثقافة، فبالأحرى المساهمة في التخفيف في نتائج اختياراتهم التنموية الفاشلة، بما فيها التي حاولوا أن يقلدوا فيها تركيا التي كانت تشكل المرجع والمرشد والقدوة الموجه في تدبيرهم الحكومي، الذي ضاعف من أخطاء الحزب الذي يدعي توظيفه للمرجعية الدينية في تدبيره للشأن العام .. وكن متأكدا يا رئيس الحكومة، أن المغاربة اليوم يمتلكون الوعي الكفيل لفضح مساوئ أي قرار تصدرونه، سواء كان قطاعيا أو شموليا، وأن الرهان على استغلالهم واستبلادهم لم يعد ممكنا في شروط الأزمة المستفحلة في كل مظاهر الحياة اليومية، كالقرارات الأخيرة في الصحة والتعليم والاقتصاد

إنكم يا رئيس الحكومة مطالبون بحكم مسؤوليتكم بإيجاد الحلول لاحتواء تداعيات الأزمة والشروع في معالجتها، بما يسمح باستمرار قوة السلم الاجتماعي ومواجهة الاحتقانات الاجتماعية المستقبلية المقبلة .. وبالتالي، لا مفر من الشجاعة في مصارحة المغاربة بحقيقة الواقع اليومي المغربي، الذي لن تكون للقرارات المتخذة اليوم إمكانية احتواء النتائج السلبية، كالإسراع بوقف تحرير الأسعار وارتفاعها، الذي لا يمكن المواطنين من إمكانية مواجهة تكاليفها، ولوضع خطة مواجهة كوفيد وتداعياته أمام أنظار المغاربة حتى يعرفون طبيعة ترجمة الالتزامات المطلوبة منكم في ظل ارتفاع حملات التشكيك والتهويل .. ونظن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة،  أن التعبئة الوطنية تستلزم الإحساس بالمسؤولية، وإشراك الجميع في تحمل المسؤولية .. لذلك، نقول وبالعربي الفصيح، أن الوضوح والالتزام بما يتجاوب ومايعبر عنه المواطنون هو أسهل طريق لتجاوز الوضع الراهن يارئيس الحكومة، وصلة بذلك بالتعبئة ضد خصوم الوحدة الترابية     

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق