أخبارحوارات

لقاء صحفي مع المصور الفوتوغرافي الأستاذ عبد الحميد حادوش

أجرى الحوار – عبد الإله الختراني

على هامش افتتاح معرض الصور الفوتوغرافية، يوم الثلاثاء 29 مارس الجاري، بقاعة نادي مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم فرع بركان، الذي تم تنظيمه تحت إشراف الجمعية المغربية الايسو للتصوير الضوئي بركان، حول تيمة الفروسية التبوريدة  أصالة وتراث مغربي  وعالمي، التقى مراسل جريدة المستقلة بريس الإلكترونية، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، الأخ عبد الإله الختراني، المعتمد بمدينة بركان بالمصور الفوتوغرافي، الأستاذ عبد الحميد حادوش، حيث أجرى معه الحوار التالي:

بداية عرفنا بنفسك ..؟ *

** اسمي عبد الحميد حادوش، من مواليد 1952، أب لبنت و ولدين ، متقاعد من أسرة التعليم .. اشتغلت بمهنة التدريس 15 سنة بالابتدائي، 15 سنة بالإعداي، 5 سنوات حارس عام، 5 سنوات مدير لمؤسستين إعدادية محمد السادس بوجدة ، و 3 مارس بمداغ

أحلت على التقاعد نهاية سنة 2012 .. حاصل على الإجازة في الآداب شعبة الدراسات الإسلامية من جامعة محمد الأول

بوجدة سنة 1988، ولدي عدة تكوينات عن بعد في مجال التعاونيات والصحافة والإعلاميات وغيرها

* كيف كانت بدايتك مع العدسة أو الفن الفوتوغرافي ..؟

** فيما أتذكر، أهدى لي عمي حمو غوميض مصورة نكاتيف في سن 14 سنة، وتعاملت معها كمبتدئ، فكنت ألتقط صورا عائلية وصور الأصدقاء وأخرج الصور في الأستوديو المعروف باسمه برزال، كان أستوديو التصوير الوحيد بمدينة بركان .. نمى لدي عشق التصوير تدريجيا خلال مراحل دراستي بإعدادية ابن رشد وابي الخير بيركان وثانوية عبد المومن بوجدة، وبعدها بمركز تكوين المعلمين ابن خلدون بوجدة، ولا زلت أتذكر ورشة التحميض التي شاركت فيها .. ولما تخرجت أصبحت ٱلة التصوير وسيلة لتوثيق أنشطة المؤسسات التعليمية التي اشتغلت بها ولمدة 40 سنة .. ولما أحلت على التقاعد وتوصلت بمنحة الصندوق المغربي للتقاعد، أول شيء قمت به هو شراء كاميرا نيكون د  3100 بمبلغ 5500 درهم، وجهاز قياس الضغط ب 300 درهما هههههههه .. وتفرغت للتصوير منذ 2012 ولحد الآن لا زلت على هذا المنحى، يزداد عشقي للتصوير الفوتوغرافي يوما بعد يوم إلى حد الإدمان هههههههه

     * أين تعلمت فن التصوير أم أنها مجرد اجتهادات فردية وخبرة تراكمية .. ؟

     ** إن فن التصوير تعلم وممارسة وتراكم الخبرات مع السنين و وفق تجربتي كهاو

     * هل صادفتك عراقيل أثناء ممارسة فن التصوير ..؟

     ** إذا توفرت العزيمة والإرادة والعشق الرباني يمكن تجاوز كل العراقيل، ولا أخفي عليكم، أن العرقلة الوحيدة لدي هي محدودية الإمكانات المادية في مقابل الرغبات والطموح في ميدان التصوير، فرزق الأسرة آخذ منه تقريبا النصف حتى أتمكن من شراء ما أحتاجه في ميدان التصوير من كاميرات وزومات وبرانم مختلفة، ومصاريف السفر، سواء لعدد من جهات المغرب أو خارجه

* هل هناك مصورين لفتوا نظرك في بدايتك واستنبطت أفكارك منهم ..؟

     ** لدي مبدأ أعتمده في هذا المجال هو الاستزادة اليومية للمعارف عبر القراءات المتعددة والمختلفة، والاستفادة من الورشات التكوينية التي أشارك فيها من حين لحين، أو من خلال متابعاتي لأعمال أشهر المصورين، دون أن أتخذ أحدا نموذجا لي أسير على خطاه .. ولعلمكم تكونت لدي علاقات عديدة مع أصدقاء مصورين داخل المغرب وخارجه، التقينا في العديد من المناسبات، ولا زال التواصل بيننا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو المكالمات الهاتفية لحد الٱن، أيضا اغتنمت فرصة الحجر المنزلي بسبب الكوفيد، فقمت بترجمة متواضعة لكتابين من الفرنسية إلى العربية – نظرات حول صورة الشارع لتوماس ليونارد، وآخر من الإسبانية إلى العربية لصديقي أنريك دي صونطوس- التصوير الرقمي في الهواء الطلق، ولقد تم نشرهما في حلقات، سواء على صفحتي بالفيس بوك، أو صفحة الجمعية المغربية الأيسو للتصوير الضوئي بيركان، أو البلوغ الخاص بي في كنال بلوغ حتى يستفيد عشاق التصوير من تجربتين غنيتين في مجال التصوير

     * هل هناك صورة معينة ما زالت راسخة في بالك وقريبة منك، ولها ذكرى ..؟

     ** في الحقيقة ليس لدي صورة معينة .. ولكن، الكثير منها قريبة مني ولها شحنات تذكرية جميلة خاصة التي التقطها في الورشات والتظاهرات الفوتوغرافية، والأسفار ..  فعاشق الفن الفوتوغرافي ليس له مقياس تفضيلي لصوره إلا بحكم المكان والزمان والمحتوى والجودة .. وهنا تأتي الصعوبة .. وبالتالي، فالحكم الصادق لذوي الخبرة هو بوصلة وميزان يمكن الأخذ به

     * في نظرك ما هي مميزات المصور الناجح ..؟

** كهاو لفن التصوير الفوتوغرافي لا أرى مميزات ثابتة على الدوام، فكل شيء متحرك تقنيا وفنيا مع الممارسة المستمرة .. فكم من مصور اعتبروه ناجحا، وهو إلا فقاعة إعلامية، وكم من مصور مغمور أعطيت له فرصة الظهور فكان رائدا في المجال

* هل لك مشاركات أو مسابقات ..؟

     ** دون ذكر التواصل الاجتماعي الذي أتواجد فيه باستمرار، لدي عدة مشاركات في مهرجانات ومسابقات عدة ، منها:

      – المهرجان الدولي لشفشاون، والمهرجان المتوسطي، – المهرجان المتوسطي بالهوارية تونس

– مهرجان الجواد العربي بالإمارات وغيرها من المواقع

لعلمكم تربطني علاقة طيبة مع عدد من المصورين بتونس ومصر والإمارات وإسبانيا، ناهيك عن الأخوات والإخوة المغاربة، كما أن تجربتي في اتحاد المصورين العرب والعلاقات التي تم نسجها كانت غنية .. أما بالنسبة للمعارض، فكان لي أول معرض شخصي متواضع سنة 2016، وبعد تأسيس الجمعية المغربية الأيسو للتصوير الضوئي بيركان تم تنظيم معرض جماعي سنة 2019، وهذا الأسبوع معرض للفروسية/ التبوريدة أصالة وتراث مغربي وعالمي .. علما، أن اختيار التيمة تتويج لإدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو التبوريدة / أي الفروسية  تراثا عالميا، فكان الفضل فيه للمغرب وينظم بنادي مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم فرع بركان، من 29 مارس إلى 2 أبريل 2022، ومعرض ٱخر بحول اللـه سيكون بدار الشباب الزلاقة ورطاس بيركان، خلال شهر رمضان المبارك

     * في رأيك ما دور الإعلام في احتضان الموهوبين من المصورين ..؟

     ** للإعلام دور أساسي في تسليط الأضواء عليهم من خلال متابعة أعمالهم وأنشطتهم بمختلف الأنماط:  مقالات، روبورتاجات، تخصيص جوائز تحفيزية في مسابقات، وكذا التكريمات .. ويبقى ذلك غير كاف ما لم تهتم الجماعات الترابية بمجال الفن الفوتوغرافي، وتخصص الدعم للجمعيات المزاولة، بعيدا عن الاعتبارات الضيقة .. وهنا لا بد من الإشارة أن جمعية الأيسو للتصوير الضوئي تقدمت بطلب عقد شراكة مع المجلس البلدي لسيدي سليمان شراعة، والمجلس البلدي لمدينة بركان، فلم تتلق الجمعية أي رد، كان ذلك قبل الانتخابات الأخيرة، كما قدمت طلبا الدعم لكل من العمالة والمندوبية الجهوية للثقافة ولا زلنا في انتظار الذي يأتي ولا يأتي، ومع ذلك نأمل خيرا ..  فجمعيات التصوير الفوتوغرافي في المغرب محدودة عدديا، ومنخرطوها كذلك، وتحتاج إلى الاتفاتة والأخذ بيدها حتى تتمكن من القيام برسالتها الفنية في التأطير والإبداع

     * هل فكرت أن تكون لك إصدارات مكتوبة مثل ” كتاب” عن التصوير يحمل اسمك ..؟

     ** طبعا، هذا تفكير مرافق لي منذ مدة ولا زال، خاصة وأن لي تجربة متواضعة في ميدان الكتابة والإصدار، حيث أصدرت ثلاثة  كتب، الأول منها تحت عنوان  بالي بالي، وهي أول تجربة، والثاني في جزءه الأول نزهة الهلال ومقامات الحرير، والثالث أوراق وأجناس، ولما لم أجد دعما تحولت إلى الإصدارات الإلكترونية، فكان لي الجزء الثاني من نزهة الهلال ومقامات الحريري، والمقاييس النقدية في طبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي، نشرا بموقع لمجلة كويتية أنهار الأدبية .. وما دمتم سألتم عن الإصدارات في التصوير الفوتوغرافي، فهذا ممكن جدا، نظرا لتوفر المادة التصويرية والتجربة الذاتية في المجال، غير أن ذلك يتطلب مالا لا قبل لي به كمتقاعد .. علما، أن الكتاب   الفوتوغرافي مكلف جدا، ابتدأت في مشروع من هذا النوع سميته المجموعات وهو لا زال جنينيا لحد الٱن, وأتمنى أن أستكمله إذا ساعدت الظروف على ذلك 

* هل هناك دورات تدريبية يمكن أن تقدمها للمبتدئين في هذا المجال ..؟

** الدورات التدريبية تقتضي نضج شروط منها، مقر دائم للجمعية، ودعم تقني، ورغبة المبتدئين وعشاق فن التصوير

* كلمة أخيرة  تقدمها للشباب الموهوبين في أي مجال ..؟

** في كل المجالات، وخاصة مجال التصوير الفوتوغرافي فإني لا أرى إلا أن أقول – متى توفر العشق وتزاوج مع الإرادة والطموح والتسلح بالعلم والمعرفة، فلن تكون النتائج إلا مرضية بعون اللـه وتوفيقه

شكرا على تفضلكم الاتصال بي وإجراء هذا الحوار بمناسبة المعرض الفوتوغرافي حول الفروسية، متمنيا لكم التوفيق في مساركم الإعلامي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق