أحزاب و نقاباتأخبار

بلاغ المكتب التنفيذي للمنظمة الديمقراطية للشغل

مراسلة – حسن لكحل

المنظمة الديمقراطية للشغل تطالب الحكومة بوقف ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة بإعادة النظر في قانون تحرير الأسعار والمنافسة، وتسقيف أسعار المحروقات وإصلاح النظام الضريبي، وإعادة تأميم شركة سامير لتعزيز الأمن الطاقي الوطني

إن المكتب التنفيذي للمنظمة الديمقراطية للشغل وهو يتابع بقلق بالغ انسحاب الحكومة وتملصها من القيام بمسؤولياتها وبالتزاماتها اتجاه تطورات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية بالمغرب، والتحديات الاقتصادية المتفاقمة، التي تواجهها ببلادنا والمخاطر المحتملة المهددة للسلم الاجتماعي، بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، إلى جانب ارتفاع أسعار الطاقة التي تفرض ضغوطا كبيرة على القدرة الشرائية وميزانية الأسر الفقيرة والطبقات الوسطى في المجتمع المغربي، مقابل استمرار الاغتناء الفاحش لتجار الأزمة

إن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردية الناجمة عن السياسة اللاشعبية للحكومة الحالية، لا تختلف عن سابقاتها الملتحية، أججت مشكلة الفقر المدقع الذي بات يطال فئة واسعة من المجتمع المغربي، مع ارتفاع نسبة البطالة، خاصة في صفوف الشباب، وتآكل الطبقة الوسطى، وتراجع الاستهلاك، بفعل قانون حرية الأسعار والمنافسة، الذي كرس فوضى الأسعار وشجع الاحتكار في ظل غياب الضوابط الفعالة وإجراءات المعالجة المستدامة، من خلال المراقبة وتحديد سقف للأرباح، مما فتح الأبواب على مصراعيها لتجار الأزمات والاغتناء اللامشروع

 الأدهى، أنه لا تلوح في الأفق أي بارقة أمل لإصلاحات حقيقية بسبب الضعف البين، الذي يتسم به عدد من وزراء الحكومة الحالية، واتباع إجراءات غير فعالة، بل وارتجالية وغير كافية إلى حد كبير، لمعالجة تدهور الأوضاع بسبب التقاعس المستمر في تنفيذ السياسات والإصلاحات الكبرى، وعدم تطبيق الإصلاحات البنيوية، وعدم تقليص الاختلالات في المالية العمومية بسبب الاختلالات الهيكلية في النظام الضريبي، وتراجع النمو الاقتصادي، وتزايد عجز الميزان التجاري، وانخفاض قيمة الدرهم وسياسات التقشف القسرية وغير المدروسة، وأيضا التراجع الحاد في الإيرادات الضريبية، نتيجة الركود الاقتصادي وارتفاع نسبة التملص الضريبي وتبييض الأموال، والتهريب والإعفاءات الضريبية غير المبررة، وارتفاع النفقات غير الضرورية بشكل مفرط، واستمرار الفساد والريع والاحتكار، وإعدام المقاولات الوطنية الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، وتبديد وهدر الملايير  في مشاريع تعليمية وهمية، وفي صفقات  القضاء  على مدن الصفيح، وهدر فرص الإصلاحات الكبرى، في غياب حكومة تنفيذية منسجمة تقوم بوظائفها، وفي ظل انتفاء توافق سياسي بشأن المبادرات الفعّالة في مجال السياسات العمومية تستهدف إنعاش النظام الاقتصادي المفلس وخلق فرص الشغل للشباب العاطل

 في المقابل، يتفنن بعض الوزراء فقط في الشعارات الجوفاء والخطاب الشعبوي المسيء للمسؤولية الحكومية، وغياب نظرة شمولية للإصلاحات البنيوية والهيكلية وتعثر الإصلاح الضريبي والفلاحي، خاصة الإخفاق الواضح في تنزيل أهداف النموذج التنموي وقوانين الإطار لقطاعات إستراتيجية، كالتعليم والصحة والسكن الاجتماعي

تأتي هذه الإخفاقات في سياق نظام عالمي معقد بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، وانعكاسات الجفاف وسياسات عمومية ارتجالية، وقرارات عنيدة تتناقض كلية مع شعار الدولة الاجتماعية، تزيد في تعميق هوة الفوارق الطبقية والاجتماعية والمجالية، حيث يظل يرزح أكثر من نصف سكان المغرب على الأرجح تحت خط الفقر الوطني، وارتفاع معدل البطالة وفشل مشروع “فرصة” وتحويله إلى صفقات حزبية وتدني وانخفاض مستمر للقدرة الشرائية للطبقة العاملة المغربية، مما أدى إلى استنزاف خطير للرأسمال البشري، بارتفاع الهجرة الجماعية وهجرة الأدمغة، والعمالة ذات المهارات العالية للخارج بشكل متزايد، مما يشكّل خسارة اجتماعية واقتصادية دائمة للمغرب .. كما تواجه الأسر المغربية صعوبة العيش والحصول على الخدمات الأساسية مع استمرار ارتفاع الهذر المدرسي والجامعي وضعف في الخدمات الصحية والحماية الاجتماعية، التي لازالت متعثرة، كما أن ما يقارب 2 مليون مواطن، أغلبهم شباب ونساء يشتغلون في الاقتصاد غير المنظم، وارتفاع معدل العطالة وسط الشباب الذي تجاوز 40 في المائة، بمن فيهم حملة الشهادات الجامعية، حسب تقارير رسمية

 كل هذا، يصب في اتجاه المزيد من الغرق في الأزمة والمزيد من التردي الاجتماعي والتدهور المالي وتفاقم المخاطر الاقتصادية المحتملة، التي يمكن أن تنشأ عنها آثار اجتماعية وخيمة

إن المنظمة الديمقراطية للشغل، تماشيا مع دورها النضالي المسؤول، لتنبه الحكومة إلى إيقاف النزيف وتنفيذ التزاماتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئة بوضع إستراتيجية وطنية شاملة، ذات مصداقية لتحقيق الاستقرار الاجتماعي من خلال:

*الحد من غلاء الأسعار بإعادة النظر في قانون تحرير الأسعار والمنافسة وتسقيف أسعار المحروقات، وإصلاح النظام الضريبي وإعادة تأميم شركة سامير لتعزيز الأمن الطاقي الوطني

الحفاظ على القدرة الشرائية  بالزيادة في أجور وتعويضات موظفي الإدارات العمومية والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية والقطاع الخاص، ومراجعة أنظمة الترقي المهني بإضافة درجتين جديدتين ودرجة خارج السلم لأساتذة التعليم الابتدائي والإعدادي و لهيئة التقنيين، وخلق نظام أساسي لدكاترة الإدارات العمومية والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية، وإدماج أساتذة التعليم الفني المكلفين بالدروس بالنظام الأساسي لوزارة الثقافة والجماعات المحلية

* الزيادة في معاشات التقاعد ومراجعة نظام المعاشات المدنية باحتساب آخر أجرة، والقيام بإصلاح شامل لمنظومة التقاعد في اتجاه نظام موحد في صندوق معاشات واحد 

*تعزيز دور جهاز تفتيش الشغل من أجل ضمان التطبيق السليم للتشريع الاجتماعي من خلال وضع نظام أساسي يكفل له الحماية القانونية والوظيفية

* بناء عقد اجتماعي جديد يتمحور حول الهدف الثامن من أهداف التنمية المستدامة، وتنزيل الفصل الثامن من الدستور لتنظيم الحقل النقابي وتخليقه؛ وخلق هيئة عليا للحوار الاجتماعي والشغل، والرفع من الحد الأدنى القانوني للأجور المعيشية في إطار المفاوضات الجماعية والمساواة، وبتقديم قانون مالي تعديلي للبرلمان لتحديد الأولويات الاجتماعية

* ضمان استقرار الشغل بالقطع مع سياسة المرونة و عقد الشغل  قصيرة المدة،  و إدماج أساتذة التعليم المفروض عليهم نظام التعاقد، وإدماج عمال وعاملات الإنعاش الوطني في أنظمة الجماعات المحلية والإدارات العمومية

* تحقيق العدالة واحترام أخلاقية المهنة، والتشريعات الدستورية والإنسانية، وصون حقوق المتقاضين، ودعم الجمعيات الحقوقية في فضح كل أشكال الفساد والمفسدين

    * تعبر عن تضامنها مع المواطنين والمواطنات ضحايا الحرائق الناتجة عن التحولات المناخية،  وتطالب بتعويض خسائرهم من خلال صندوق الكوارث، وتوفير الماء الصالح للشرب بالمناطق المتضررة من الجفاف والحفاظ عليه من التبدير، وضمان سلامة المواد الغذائية والأدوية  وجودتها  ومراقبة أسعارها 

* الإسراع بمعالجة ملف طلبة أوكرانيا وإدماجهم في سلك التعليم العالي، وعودة طلبة اوهان الصينية وتقديم الدعم لأسرهم لتجاوز المشاكل المترتبة عن الأزمات

* تفعيل التوجيهات الملكية بخصوص ملف الهجرة واللجوء وحماية حقوق العمال والمهاجرين وأسرهم، وفق ميثاق مراكش و ومحاربة الاتجار بالبشر

* تعبر المنظمة الديمقراطية للشغل عن تضامنها المطلق  مع المناضل النقابي والحقوقي، الأستاذ  حبيب كروم، كما تعلن عن إدانتها  للاعتداء الهمجي الجبان الذي تعرض له، وتطالب بتقديم المسؤولين عنه  للقضاء

عن المكتب التنفيذي علي لطفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق